في الوقت الذي تعاني فيه النواعم من مضايقات الشباب وملاحقاتهم في الأسواق، والمنتزهات، قلبت أخريات الطاولة على الرجل وتقمصن دور البطولة في المعاكسة، وأصبحن يتحرشن بالشباب ويضايقونهم بعدة طرق، تضع الرجال في مواقف محرجة مع زوجاتهم وأسرهم، فيما يقع آخرون في شراكهم ويصبحون ضحية لابتزاز المرأة. أحمد العلي في العشرين من عمره يقول «لا أنكر مضايقة الشباب للمرأة، وهذا موجود مع الأسف في جميع المجتمعات، ولكن ما يحدث الآن هو العكس فالمرأة هي من يضايق الرجل الآن وهو ما نراه في بعض المنتزهات والأسواق، حيث تعمد الفتاة إلى ملاحقة الشاب وإغرائه ببعض التصرفات المشبوهة، التي تجعله يقع في مصيدتها، ومن ثم تبدأ في التغرير به حتى توثق تلك العلاقة إما بتسجيل المكالمات أو الحصول على صوره الخاصة ومن ثم تبدأ في ممارسة ألاعيبها بقصد ابتزازه والحصول على مبالغ مالية أو خلافه. من جانها أوضحت أميرة محمد (23 عاماً) في حديثها ل«عكاظ» أن هناك من الشباب من لا تخفى عليه أساليب الغزل من قبل الفتيات ويعرفونها جيداً، لكن بعض الفتيات يتفنن في إغراء الشباب، حيث تعمد بعض النساء إلى لبس العباءة «المخصرة» التي تظهر ملامح الجسد، وهي بلا شك تثير غرائز الشباب في المواقع العامة والأسواق. وأضافت أميرة أن بعض الشباب ينخدع ويقع فريسة لمكر الفتاة ومن ثم يبدأ التواصل عبر الهاتف، إلى أن تصل لأهدافها التي تستطيع منها ممارسة الضغط وابتزاز الشاب، خاصة إذا كان من المتزوجين .فهو لن يتأخر في تنفيذ مطالبها حتى لايفضح أمره أمام زوجته. الشاب محمد تعرض لعملية ابتزاز إحدى الفتيات يقول «تلقيت اتصالا من فتاة وما إن أكدت لها أنني لست الشخص التي تطلبه، إعتذرت وانتهت المكالمة، وبعد يوم عادت وكررت الاتصال واختلقت قصة أن رقمه خاص بإحدى زميلاتها، ما دعاني بأنها لاتريد غير المعاكسة، وبعد عدة مكالمات أصبحت لا أستطيع تجاهل اتصالاتها، واستمر تواصلنا لفترة طويلة، ثم بدأت في استعطافي لدعمها ماديا بسبب ظروف أسرتها الحرجة، وكنت أستجيب لمطالبها، حتى أصبحت أنفق عليها مبلغا من المال إضافة إلى بطاقة الشحن، وتشعبت العلاقة إلى والدتها التي كانت تطلب مني ذات الطلبات بحكم أنني قمت بالتغرير بابنتها وأنها تعرف والدتي وسوف تخبرها عن مضايقتي لهم. ويضيف محمد «لم يعد في استطاعتي تلبية طلباتهم فأنا لا أعمل، ولكن تهديهم ما زال،، إما الدفع أو إبلاغ والدي بعلاقتي مع بنتها خاصة أنهم يملكون تسجيلا صوتيا يدين علاقتي مع الفتاة». أما و.م (25 سنة) فقال «قابلتها في أحد المراكز التجارية وأعجبنا ببعض وتكررت المقابلات إلى أن تقابلنا وطلبت مني أن أدخل معها أحد محلات بيع الملابس النسائية لتأخذ رأيي في ما ستشتريه واخترنا معا ملابس بقيمة 1500 ريال وطلبت مني أن انتظرها في المحل بحجة أن محفظتها مع شقيقتها والمحرج أنها أخذت جميع الملابس وتركتني في المحل. انتظرتها ولم تعد واتصلت بها وكانت ترد عليِ فتاة غيرها وأخذت تكيل لي كل أنواع الشتائم لمضايقتها ومن ذلك التاريخ لم ترها عيني ولم تسمعها أذناي. الدكتور وليد سرحان مستشار الطب النفسي أكد خطورة تحول النساء إلى مضايقة الشباب، مشيرا إلى أن أهم أسباب تفشي هذه الظاهرة، الضغوط النفسية التي تمارس على الفتاة إضافة إلى عوامل أخرى منها الغربة، والبعد عن الأهل، والفراغ وقراءة المجلات الساقطة، فيما تلعب القنوات الفضائية دورا كبيرا في التأثير على عقوب الشباب، لا سيما عند حالات الانفصال الأسري والذي يصيب الفتيات بالفراغ العاطفي، وهو ما ينعكس على انخفاض مستوى الخوف لانعدام العقاب وانشغال الأبوين عن تصرفاتها الشاذة ضد الرجل. الدكتورة في الفقه وأصوله مريم عيسى العيسى أوضحت أن المعاكسات بشكل عام هي مفسدة منهي عنها لمخالفتها تشريعات وتوجيهات حفظ المجتمع التي جاء بها الشرع لضمان حفظ النفوس والعقول، وبناء القيم الأخلاقية، مشيرة إلى أن معاكسة الشباب للفتيات تصب في ذات الحكم الشرعي وأنها حرام، فكما أن معاكسة الشباب للفتيات حرام شرعا، فكذلك العكس.