مشكلة الابتزاز تحدث من قبل ضعاف النفوس من الشباب ضعاف النفوس وغير الملتزمين والمتعاملين مع الفتيات في شتى المجالات وهناك من حالات الابتزاز قد تكون ناتجة عن احتياج الفتيات للعاطفة، خصوصا في تلك الأسر التي تنعدم فيها العاطفة الأسرية ويتسيد فيها العنف والمعاملة القاسية وعدم ضبط العلاقات الاجتماعية للفتاة أولا وللشباب ثانيا.والابتزاز جريمة بشعة تخدش الحياء العاطفي للفرد وتجعله رهينة لشخص آخر يأمره فيفعل ما يريد بلا مناقشة ولا جدال، والابتزاز كثير في أنواعه ومناحيه: الابتزاز العاطفي، المالي، الديني، والجنسي وغيرها من ألوان تتعدد بتعدد أهدافه وغاياته، ويعد الابتزاز العاطفي خطرا يهدد الأسرة لأنه يبدأ من طريق مظلم يحسن استغلاله من في قلوبهم مرض والخاوية عقولهم والغائبة ضمائرهم، فهو تدمير لكل القدرات وشل لكافة المواهب وزرع الجبن والخور في الأفراد لتحطيم المجتمعات. والدين الإسلامي حرم الابتزاز بجميع أشكاله وأنواعه وأهدافه وخاصة إذا كان الابتزاز يتعلق بأعراض الناس وهو أشد حرمة لقوله تعالى (إن الذين يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم في الدنيا والآخرة) فالإسلام حرم الضرر بشتى أشكاله وصوره، وهو من أشد وأفظع صور الضرر.ويقع الابتزاز في معظم الحالات عن طريق الفتيات اللاتي يقعن في مصيدته بخطوات هادئة دون أن يشعرن، وبعد الوقوع في المصيدة تتجاهل الفتاة رغباتها الأولى التي أدت بها إلى الوقوع في مصيدة هذه المشكلة، ولا تعود تتذكر غير أنها ضحية تم خداعها وإرباك ذاتها والتغرير بها، وبما أننا نحترم الأنوثة ونقدر سمعتها، نبادر إلى البحث عن حلول سريعة وسرية، حيث إن الستر مطلوب في هذه الحال، ولا يقتصر الابتزاز على النساء، إذ إن هناك رجالا يتعرضون للابتزاز من رجال، وآخرين يتعرضون للابتزاز من نساء أو فتيات، ونساء من نساء كذلك، ولا تصبح الجريمة ابتزازا إلا بتفاعل جميع أطرافها. ومن انواع الابتزاز الحديث هو الابتزاز الالكتروني موضة العصر وثورة المعلومات وتقدم العلوم الحديثة والتكنولوجيا المتطورة، ومن البديهي أن تظهر أنماط جديدة من الجرائم لم تكن معهودة في السابق والتي تمخضت عن وسائل اتصالات متطورة جعلت العالم قرية إلكترونية مفتوحة للعموم وكما إنه لا يمكن أن تنعدم الجريمة في أي مجتمع ومنها الابتزاز الذي يعتبر من القضايا المشينة، وهو ما أوجد تعاطفا كبيرا من قبل المواطنين مع رجال الأمن أو جهات الضبط «حيث ظهرت جرائم الابتزاز بعد انتشار الإعلام الاجتماعي الجديد والتقنية الحديثة، وفي السابق كانت وسائل المعاكسات مقتصرة على وسائل مثل الهاتف الثابت، أما الآن فقد تغيرت مجالاتها، ورب الأسرة لن يستطيع مواجهة الظواهر التقنية للإعلام الاجتماعي بأنواعه مثل محادثات الفيس بوك، تويتر، والماسنجر وخلافها، هذه الوسائل التي ساعدت على سقوط الفتاة سريعا في ظل جهل المجتمع بها، وأحيانا تقع متوقعة أنها تملك خط رجعة. إلا أن الضغوط عليها من صور ومحادثات مسجلة وكتابات محفوظة يجعلها تقع ضحية للمبتز» كما ان تسلط الأب على الفتاة وانعدام العاطفة ومعاملتها بسلطوية تسهل وصول المبتزين عن طريق التواصل معها عاطفيا لإحداث قناعة عاطفية تجاه المبتز كما أن «الإعلانات الكاذبة للتوظيف أو لتسهيل إجراءات النقل انتشرت في الآونة الأخيرة ويجب التصدي لها، بالإضافة إلى مواقع الزواج والخطابات، التقديم على الوظائف مجهولة المصدر، واستعمال التقنية بشكل خاطئ من أكبر الوسائل المساعدة على الابتزاز، الى جانب أن الخلل التربوي وضعف رقابة الأسرة مدخلان لابتزاز الفتيات ومن أسباب المشكلة في مجتمعنا أحيانا اجتماعات عائلية سلبية تنتفي عين الرقيب فيها غالبا كما أن من أهم الأسباب التي أدت إلى ذلك انعدام العاطفة والاجتماعات الأسرية السلبية مما يؤدي الى خوف الفتاة الذي يجعلها لا تثق بأحد وتتخوف من طلب المساعدة ما يزيد من حجم المشكلة للأسف . من الأسباب أيضا حالات خروج النساء منفردات بسبب الثقة المطلقة بالمرأة. ومن أسباب وقوع جرائم الابتزاز صرف الأرقام من شركات الاتصالات مباشرة بعد استغناء صاحبها عنها من دون انتظار المدة القانونية والمحددة بستة أشهر، ما يؤدي الى تعرض فتيات جديدات للمعاكسات بسبب استخدام الأرقام ?للمعاكسات في فترة سابقة مع عدم تنفيذ وعيد المبتز هو نتيجة للخوف بسبب التعليمات الجديدة وخصوصا ما يخص الإنترنت، وهذه العقوبات حدت من هذه الحالات، ولدينا قناعة بأن الشاب مهما بلغ من الرغبة في التهديد فإنه لا ينفذ تهديده ومن النوادر جدا تنفيذه. وقد تبدأ مرحلة الابتزاز للفتاة من البيت إما لسوء علاقتها بأسرتها، وهذه تعد اللبنة الحقيقية في نشوء هذه الظاهرة، فالإناث قد يقعن تحت ضغوط أسرية من الأزواج أو الوالدين أو الأشقاء ما يعيق استقرارهن ويشعرهن بالحرمان العاطفي بسبب العلاقات الأسرية والزوجية القائمة على التشاحن والتنازع والتصارع، حيث وجد أن أبرز أشكال الابتزاز في حق الفتاة هو الابتزاز العاطفي، كما أن المبتز شخصية سيكوباتية تتسم بعنف غير طبيعي وسلوك خطير لا يتسم بالمسؤولية، وعنفه وتعديه على أفراد المجتمع لا ينحصر بخشونة التعامل أو الكلام أو التهور في المعاملة، بل يتعداه لدرجات متفاوتة من العنف والإيذاء الفعلي.اما عن وسائل العلاج فأرى استخدام التقنية في محيط الأسرة لتشكيل رقابة جماعية، كما يجب أن تكون الأجهزة غير مقفلة ومتاحة للبقية... إعطاء مساحة للعاطفة الأسرية في المنزل، وعدم استخدام السلطة بقسوة على الفتيات... القناعة بأن علاج القضايا من الجهات الرسمية هو الحل الوحيد لحل المشكلة، كي لا تعطي الفرصة للمبتز، وحتى لا تخرج قضايا الابتزاز خارج نطاق الجهاز الأمني والهيئة... عدم الموافقة على خروج الفتيات مع بعضهن دون والدتهن أو رقيب... الرقابة على الأجهزة المستخدمة مع التثقيف والمطالعة... تحصين الفتاة تربويا، وإعطاؤها الفرصة للحديث عن همومها ومشكلاتها... تقوية الوازع الديني والأخلاقي، من خلال تحذير الفتيات من الوقوع في مثل هذه الظاهرة وما يترتب عليها في الدنيا والآخرة... توفير جو من العطف والحنان بين أفراد الأسرة خصوصا الفتاة، حتى لا تطلب ذلك أو تبحث عنه خارج محيط الأسرة... عدم استخدام التصوير بالجوالات لأفراد الأسرة وخاصة المرأة، وعدم تخزين الصور الشخصية في الإيميل لسهولة اختراقه... إنشاء جهات خاصة للقضاء على هذه الظاهرة،أو تطوير عمل الهيئات وتمكينها وتزويدها بالأجهزة الحديثة التي تساعد على الحد من هذه الظاهرة.