تعثر مؤتمر «المبادرة الوطنية من أجل مستقبل سورية» في دمشق أمس، حيث واجهته عراقيل عدة وتحول إلى (مؤتمر للتصفيق) -بحسب وصف الدكتور حسين العماش، الذي انسحب من اللقاء الذي كان يأمل منظموه في أن يشكل طريقا ثالثا. وعقد المؤتمر في أجواء مضطربة بعد تأخير عن موعده المقرر لأكثر من ساعة ونصف الساعة. ورغم توزيع لجنة التنظيم وثيقة تثبت موافقة مكتب نائب الرئيس السوري فاروق الشرع على انعقاد المؤتمر، تمنعت إدارة الفندق في البداية عن فتح باب القاعة المخصصة للاجتماع دون أن تقدم أي خدمات، ما دفع الكثير من المدعوين إلى مغادرة الفندق ودخل بعضهم إلى القاعة، حيث جلسوا لقراءة كلماتهم من دون إضاءة أو تكييف للهواء أو معدات للصوت. انتقد الدكتور حسين العماش -أحد منظمي اللقاء- جهات سعت إلى إفشال المؤتمر الذي كان هدفه الحوار بين أشخاص مستقلين لبحث آراء الغالبية الصامتة. وقال العماش الذي أعلن انسحابه في بداية المؤتمر، ثم عاد يلقي كلمته قبل أن ينسحب مجددا: «لأني وجدت الكلمات التي تلقى تعمل على أنصاف الحلول ولا تعمل على خط مستقل واضح وصريح وتحول المؤتمر إلى مؤتمر مصفقين، وكأنه مؤتمر للموالاة وبناء على ذلك أعلنت انسحابي، لأننا بذلك لم نعد قادرين على إيصال أصواتنا إلى السلطة ولا قادرين على محاورة المتظاهرين، نحن بهذه الحال فقدنا حيويتنا». وعلى الصعيد الميداني، أفاد نشطاء أمس أن دبابات الجيش السوري انتشرت عند مداخل مدينة حماة وتقدمت نحو قرية كفر رومة. وقال رامي عبدالرحمن رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان إن العشرات اعتقلوا في ضواحي حماة. والسلطات تميل على ما يبدو إلى الحل العسكري لإخضاع المدينة.