شهد المسجد النبوي الشريف العام الماضي وهذا العام ثلاثة اعتداءات، منها شخص اتهم بمحاولة طعن الإمام صلاح البدير، والآخر طعن بسيفه أحد زوار المسجد النبوي. وكان رجال الأمن قد شكوا في شاب ثلاثيني يتحرك بشكل مريب وعند القبض عليه وجدوا خنجرا بين طيات ملابسه، وبعد تحويله لشرطة المركزية اتضح أنه لا يتكلم إلا بالإشارة وبعد نشر «عكاظ» لصورته مع الخبر استكملت شرطة المدينةالمنورة خيوط القضية، واكتشفت أنه مريض نفسيا كان يعمل صيدليا في أحد مستشفيات الرياض وانقطع عن العمل بسبب إصابته بمرض نفسي، وحولته شرطة المدينة لمستشفى الصحة النفسية ليتأكد لها أنه مريض نفسيا، بحسب ما أوضحه في حينه اللواء عوض بن سعيد السرحاني مدير شرطة المنطقة، وبعد استكمال القضية حولت إلى هيئة التحقيق والادعاء العام التي سلمت الشاب لأسرته، وتأكد للشرطة أن الشاب بعد تلقيه العلاج أنه لم تكن لديه نية للاعتداء على إمام المسجد النبوي وجرى حفظ القضية. وقبل شهر من الآن دخل المسجد النبوي الشريف شخص أربعيني مخفيا سيفا بين طيات ملابسه وطعن به أحد الزوار، إلا أن رجال الأمن والحراس استطاعوا السيطرة عليه وبعد التحقيق معه اتضح أنه مريض نفسيا بحسب ما أوضحه مدير شرطة المنطقة التي حولت القضية لهيئة التحقيق والادعاء العام التي ما زالت تحقق في القضية. وضبط رجال الأمن فتاة ترتدي ثوبا رجاليا بصحبة زوجها أرادت زيارة قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وقت زيارة الرجال، وجرى التحفظ عليها وإرسال أوراقها لهيئة التحقيق والادعاء العام التي فتحت تحقيقا في القضية. على صعيد آخر حولت شرطة المنطقة شابين ووالدهم اتضح أنه برتبة عميد يعمل في فرع الحرس الوطني في المدينة اعتدوا على جندي من جنود المسجد النبوي، عندما أصروا على الدخول من باب جبريل، إلا أن الجندي منعهم بحجة أن هناك تعليمات بعدم دخول أي شخص من هذا الباب بسبب التزاحم الكبير الذي يشهده، إلا أنهم حاولوا الدخول بالقوة وعندما أصر الجندي على موقفه اعتدوا عليه، ما جعل شرطة المسجد النبوي تستدعي الشرطة وتقبض على الرجل وتطلق سراحه بضمان عمله، وتحويل ابنيه لهيئة التحقيق والادعاء العام. إلى ذلك أوضح العقيد فهد الغنام المتحدث الإعلامي في شرطة المنطقة أن الموضوع عبارة عن مشادة بين طرفين لم تنتج عنها أية إصابات، مشيرا إلى أن جندي المسجد النبوي منع المواطن وابنيه من الدخول عبر باب جبريل لوجود تعليمات لديه بذلك، مبينا أنه جرى تحويل أوراق القضية إلى هيئة التحقيق والادعاء العام لاستكمال التحقيق بحكم الاختصاص. إلى ذلك أبلغت «عكاظ» مصادر قضائية أن العقوبات التي تصدر على من يدعي أنه المهدي المنتظر هي عقوبات تعزيرية، يقدرها القاضي ناظر القضية وفق ملابساتها وظروفها، وقالت «إن المحكمة تأخذ بعين الاعتبار موضوع فحص القوى العقلية للمتهمين، لا سيما أن هناك أمراضا نفسية يصاب بها الإنسان لكنها لا توقف عنه العقوبة. وزادت «إن محكمة جدة استقبلت ثلاث حالات خلال عامين مضت من 2009 حتى اليوم يدعي فيها أشخاص أنهم المهدي المنتظر، وصدرت عقوبات تعزيرية بحقهم وأيدت من محكمة الاستئناف، اثنين لسعوديين وثالث لغيني جرى ترحيله عقب انقضاء العقوبة». وبينت المصادر أن محكمة الاستئناف أيدت الحكم الذي أصدرته المحكمة الجزئية في جدة على مقيم غيني عمره 68 عاما بالسجن عاما وجلده 600 جلدة عقب إدانته بما نسب إليه شرعا بزعمه أنه المهدي المنتظر، حيث ضبطت الجهات المختصة أحد المقيمين من الجنسية الغينية بتهمة الترويج لنفسه على أنه «المهدي المنتظر»، ما جعل المدعي العام يطالب المحكمة بتعزيره جراء كذبه ودجله على الناس الأمر الذي جعل قاضي المحكمة يحكم بالسجن سنة من تاريخ إيقافه وجلده 60 جلدة مكررة عشر مرات بين كل مرة والأخرى 10 أيام. وكان شابا سعوديا في حي البخارية في جدة يعاني من اختلالات أحيل إلى القضاء بتهمة الترويج لنفسه أنه المهدي المنتظر، وكان يكتب على جدران الحي عبارات تزعم أنه المهدي المنتظر، ونصب خيمة للترويج لتلك الأكاذيب، وصدرت بحقه عقوبة تعزيرية، كما عاقبت محكمة جدة سعوديا في الأربعين من عمره زعم أنه المهدي المنتظر وصدر عليه حكم بالعقوبة بالسجن عاما وجلده 400 جلدة. وقالت الأخصائية النفسية والمستشارة التربوية رفعة المطيري «إن الإنسان يتعرض لضغوط نفسية فيصاب بسببها باضطرابات في شخصيته، وتتسلل إليه بعض التخيلات والهلاوس السمعية والبصرية تجعله ينفذ تصرفات غير سوية»، مشيرة إلى أن مثل هذه الحالات يجب أن تخضع للفحص الطبي النفسي الدقيق مع إجراء الاختبارات النفسية التشخيصية الدقيقة للوقوف على الحالة.