حياة البادية رغم بدائيتها وصعوبة العيش فيها وبالأخص في هذه الأيام شديدة الحرارة مع دخول فصل الصيف، إلا أن هناك من لم يستطع التأقلم مع حياة المدينة ويهزه الشوق والحنين للماضي الجميل الذي كان يعيشه في خيمته مع أغنامه في الصحراء. ملوح حمد البناقي الذي نصب خيمته بالقرب من منزله في أحد أحياء مدينة العويقيلة أوضح ل «عكاظ» أن سبب وجوده في هذه الخيمة بالرغم من قربه من مسكنه الجديد هو حنينه للبداوة الذي جعله ينصب خيمته مع دخول فصل الصيف بشكل يكون ملائما نسبيا للأجواء الحارة حيث تكون مفتوحة من جهة الشمال والجنوب ومغلقة من الشرق والغرب لكي يستطيع الجلوس في الظل ويدخلها الهواء مع الجهات الأخرى. معللا انتقاله للمدينة للحاجة الملحة للعيش فيها من أجل تعليم أبنائه، موضحا أنه يصعب على الكثيرين العيش في الخيام مع وجود هذا التطور الكبير وتوفر الحياة السهلة إلا أنه بالرغم من ذلك يفضل التمسك بماضيه الجميل من خلال جلوسه في خيمته من الصباح الباكر ليحتسي قهوته ويتناول فطوره فيها حتى تشتد حرارة الشمس باقتراب وقت الظهيرة عندها يعود لمنزله فيقضي فيه فترة القيلولة إلى أن تنخفض الحرارة بحلول المساء ليعود لخيمته يتسامر فيها مع زوجته وأبنائه على ضوء القمر في الهواء الطلق بعيدا عن ضجيج وإزعاج أجهزة التكييف والأجهزة الأخرى التي يصفها بأنها أحد أسباب الخمول الذي أصاب الكثير هذه الأيام. وأضاف البناقي أن الكثير من البدو تركوا البداوة وتأقلموا مع المجتمع في المدينة تاركين قسوتها وصعوبة العيش فيها، إلا أن البعض الآخر ظل مرتبطا بالبداوة من خلال وجود قطيع من الأغنام يشرف عليها أحد الرعاة مع تعايشه في المدينة بشكل مستمر، وهناك من قام ببيع أغنامه في ظل غلاء الأعلاف تاركا العيش في البادية بالكلية، مبينا: أن أغنامه تقع في الصحراء القريبة من العويقيلة يرعاها أحد المقيمين حيث يقوم بالمرور عليها من وقت لآخر من أجل تفقد حلاله وتزويد الراعي ببعض ما يحتاجه من مآكل ونحوه.. ويفضل الكثير من أهالي البادية في مدينة العويقيلة نصب خيامهم بالقرب من منازلهم حتى لا ينسيهم العيش في المدينة ماضيهم الجميل، ليرسموا لوحة رائعة تمزج بين البداوة والحضارة معا.