إلى وقت قريب ونحن نتغنى بجمال الطبيعة ونظافة المكان في قرانا ونشتكي إليها حال المدن وما تركته المدنية في شوارعها وعلى أبنيتها من صور مشوهة لم تفد معها محاولات الترميم بل زادت في عشوائيتها ومشاكلها أكثر من لو أنها تركت على ما هي عليه. وتبدو هذه معضلة أخرى تعاني منها وهي انعكاس أعمال الإصلاح والتحسين فيها إلى خراب أكثر، حفر، أكوام نفايات، طفح مجاري، بعوض فتاك وجحافل بشرية لمخالفي نظام الإقامة. وإذا كان هذا واقع مدننا فملاذنا في السابق ليس بأفضل حالا، فالعدوى وصلت تلك الأرياف الوادعة لتبدو لك وقد استبدلت وجهها الجميل بآخر تملؤه العيوب حتى وإن تزينت بالعمران الحديث، فعلى مشارف الكثير منها تباشرك الفلل والقصور الفاخرة، إلا أنه بين قصر وآخر ترتفع تلال لمخلفات البناء والنفايات الأخرى المتراكمة بفعل الحراك البشري وسيطرة المدنية بوسائلها الحديثة على الحياة التي زادت من نسب الاستهلاك ومعها زيادة في المساحة التي تشغلها النفايات الضارة وعلى مقربة منها تصطدم بمناظر أكثر إيلاما لمزارع النخيل وقد تهاوت صرعى إما بسبب الجفاف أو نتيجة العبث غير المسؤول للعمالة السائبة وبعض من المراهقين من متعاطي التدخين في الخفاء، وتكون تلك المزارع المكان المناسب للتخفي عن العيون لكن أعقاب سجائرهم لا تخلفي وراءها إلا نارا تأكل أخضرها ويابسها وتخلف رمادا ومناظر تثير الاشمئزاز. ولأن النخلة فقدت تلك المكانة التي احتلتها كمنتج زراعي وطني يدر الفائدة لذلك لم يعد يلتفت لضررها أحد بل تستعر ويموت ثمارها. القضية الأساسية في أن العشوائية وسوء النظافة والتنظيم عمت الكثير من مدننا وقرانا وقضت على أشكال التحضر التي نراها في كثير من الأماكن خصوصا والبعض تتوفر فيها العديد من المقومات السياحية ويمكن أن تكون مقصدا للاستجمام والراحة لكن رافق غياب الاهتمام من قبل الأمانات وهيئة السياحة عدم وعي من ساكنيها أنفسهم، لذلك تغيب المسؤولية والرغبة في المحافظة على جماليات المكان ونظافته، ولك برحلة إلى مجموعة قرى في مكان ما من أرجاء الوطن لتشاهد تلك المناظر غير الحسنة وكيف أن القرية فقدت الكثير من جمالها وقلدت ما في المدينة من قبيح وليس جميل. للتواصل ارسل رسالة نصية sms الى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 270 مسافة ثم الرسالة