أعلنت لجنة الحكام مؤخرا عن تخريج دفعة جديدة من الحكام الواعدين الذين أنهوا دورتهم التدريبية بنجاح، إلى هنا يبدو الأمر طبيعيا.. فكل عمل يستقبل سنويا عددا من الخريجين. لكن هل سألنا أنفسنا عن العدد المتخرج؟! بطبيعة الحال العدد قليل لأن هذه الوظيفة غير جاذبة رغم ما تقدمه من شهرة، لأن من يتقدم لها سيجد مليون (ناقد) وهو وحده ال(منقود) بمبلغ بسيط من (النقود). وأنا إذ أهنئ حكام المستقبل، أطالب جميع الرياضيين بأن يلتفتوا لهم لأنهم سيتبوأون عملا سيجدون بسببه ضغوطا لا حصر لها، النقد مسلط عليهم من كل مكان، والألسن مسلطة ليل نهار. وحينما يدور الحديث عن التحيكم السعودي نجد الكل يدلون بدلوهم معلنين هبوط التحكيم السعودي وضعفه والأخطاء التي وقع فيها قضاة الملاعب، ولا أحد يبحث الأسباب والمسببات. • في تصريح لرئيس لجنة الحكام عمر المهنا قال فيه: إن الحكم السعودي يتقاضى عن تحكيم المباراة الواحدة 1500 ريال. وهنا مربط الفرس فهذا المبلغ زهيد جدا قياسا بحجم العمل الذي يقدمه الحكام، ولكم أن تتصوروا رجلا يدير مباراة هو قاضيها الأول ومقدر معنويا من الجميع في أرض الملعب، لكن ماديا هو الأقل بين اللاعبين والمدربين الذين يحظون برواتب تبلغ حد الملايين وكذلك إداريين يستلمون عشرات الآلاف. بل إن الحكم الأجبني يحضر لتحكيم أي مباراة لدينا ب 12 ألف ريال أي ثمانية أضعاف ما يستلمه الحكم السعودي! وبحسب الموسم الجاري قاد الحكام السعوديون 363 مباراة من مجموع 393 مباراة طوال الموسم بنسبة 92.4 % فيما قاد الحكم الأجنبي منها 30 بنسبة 7.6 %. تقاضى حكامنا عن ال363 مباراة 544.500 ريال فقط في عام كامل وفي 30 مباراة للحكام الأجانب نالوا عليها 360 ألف ريال. بمعنى أن ميزانية الحكام في موسم كامل بلغت 904.500 ريال خلاف تكلفة السفر والإقامة. وهي ميزانية بسيطة جدا. ولذا فأنا أقترح أن يتم رفع ميزانية الحكام طالما أن هناك توجها من سمو أمير الشباب والرياضة لتطوير قطاعات الرياضة، وبالإمكان توفير دخل عن طريق تسويق الإعلان على قمصان الحكام كما نشاهد في بطولات أوروبا. ومما لا شك فيه أن منح هؤلاء المنقودين ميزان إضافية سينعكس إيجابا عليهم ليحرصوا على تطوير أدائهم ويركزوا أكثر في سبيل ذلك. والمقترح أن نخصص مثلا مبالغ مالية تتراوح بين 3000 و6000 ريال لحكم الساحة عن كل مباراة بحسب أهميتها، فاللقاء العادي يمنح فيه للحكم مبلغ 3 آلاف ريال ولقاء الكلاسيكو 5000 ريال ولقاءات الديربي 6000 ريال. فيما يمنح حكم نهائي كأس خادم الحرمين للأبطال 30 ألف ريال وحكم نهائي كأس ولي العهد 25 ألف ريال، و15 ألف ريال لنهائي كأس الأمير فيصل بن فهد. وفي تقديري لن تتجاوز ميزانية الموسم كاملة مليوني ريال فقط، وهو مبلغ بسيط مقارنة بما سنجنيه من نجاح لحكامنا وإنصاف هم في أمس الحاجة له. أتمنى أن تنظر لجنة الحكام لهذا الموضوع بعين الاعتبار وترفع مرئياتها حوله لسمو الرئيس العام لرعاية الشباب الطموح لتطوير رياضتنا وكلي ثقة أنه سيجد منه آذانا صاغية. قفلة: ينوي «فيفا» اعتماد احتراف الحكام مستقبلا فلماذا لا نسبق غيرنا لهذا المجال.