تزامنا مع موسم الإجازة و فصل الصيف، يتدفق السياح والزوار على حقل (شمال غرب المملكة) من تبوك والمناطق الأخرى، لما ذاع عن أجوائها وساحلها الخلاب، حتى أصبحت من ضمن اهتمامات المواطنين بالسياحة الداخلية. وتضم حقل العديد من الشاليهات والشقق المفروشة، وقد بدأ أصحابها في رفع الأسعار لتتجاوز حاجز ال 1500 ريال لليوم الواحد، بينما تنخفض أسعار الشاليهات إلى 200 ريال في فصل الشتاء وأيام الدراسة. يعاني السياح القادمون إلى محافظة حقل من جشع بعض أصحاب الشاليهات، والذين بدأوا في فرض أسعار جنونية مقابل السكن فيها، حيث تتفاوت الأسعار من مكان لآخر على حسب الموقع وفخامة الشاليه. موقع حقل وتعتبر محافظة حقل آخر الحد الشمالي الغربي لحدود المملكة مع الأردن، ومركزا تجاريا مهما في حركة المسافرين من وإلى المملكة عن طريق منفذ الدرة الحدودي، ويبلغ تعداد سكانها 25 ألف نسمة، وتبعد عن مدينة تبوك ب 250 كلم. «عكاظ» قامت بجولة على هذه المحافظة والتي بدت هذه الأيام أشبه بخلية نحل بين حركة سيارات المصطافين من جهة، وسيارات المسافرين المغادرين إلى الأردن من جهة أخرى. محمد الغامدي وعبدالله الخبري وخالد البلوي من (سكان مدينة تبوك) يقضون إجازتهم على شواطئ تبوك البكر ويستمتعون بأجوائها الخلابة وشواطئها النظيفة، إلا أن ما يعكر صفو الإجازة هو الارتفاع المبالغ في أسعار الشاليهات والتي بدأت من 500 للشاليه إلى 1500 ريال في فترة الإجازة، رغم أن سعر الشاليه في الأيام العادية لا يتعدى 200 ريال، كما تفتقد هذه المحافظة الساحلية إلى مقومات السياحة من قوارب النزهة والدبابات البحرية والمطاعم العائلية خلافا للموجود في منطقة العقبة الأردنية، والتي لا تبعد سوى 20 كيلو مترا عن محافظة حقل وبأسعار منافسة. محمد العرجان (رجل أعمال) أكد أنه يصرف في منطقة العقبة الأردنية في فندق خمس نجوم مستمتعا بكل مقومات السياحة من قوارب نزهة ودبابات بحرية، أقل ما يصرفه في محافظة حقل ولكن الفرق في المقومات السياحية بين المنطقتين. وطالب عدد من سكان محافظة حقل عن أملهم في إيقاف مجموعة من المواطنين يبيعون «البنزين» على عملاء لهم في الجانب الأردني بمبالغ تقل قيمتها عما في الأردن وهؤلاء يسمون ب«البحارة»، وطالب السكان الجهات ذات العلاقة بإيقاف مثل هؤلاء ومحاسبتهم والتشهير بهم ومصادرة مركباتهم، حتى يكونوا عبرة لغيرهم فضلا عن ازدحام الحدود بهم، ما يعرقل حركة المسافرين من الأفراد والعائلات. كما أعربوا عن أملهم في افتتاح مكتب للضمان الاجتماعي، ومكتب للجوزات حيث إنهم يقطعون مسافة 500 كم ذهابا وإيابا، لإنهاء إجراءات سفره، كما طالبوا بزيادة فرق الهلال الأحمر كون المحافظة سياحية، وعلى طريق دولي، ولا توجد سوى فرقتين لا يمكنهما تغطية الحوادث التي تقع داخل وخارج المحافظة. شعبة للجوازات إلى ذلك، أعلن الناطق الإعلامي باسم جوزات تبوك المقدم منصور الناصر أن المأمول افتتاح شعبة للجوازات ومكتب لسفر السعوديين في محافظة حقل وفي كل محافظة، ولكن إصدار الجواز من صلاحيات الإدارات فقط لأهميته. مكتب للضمان وبخصوص مكتب للضمان الاجتماعي، أوضح مصدر مسؤول في مكتب الضمان في تبوك أن المكتب سيفتح خلال السنة القادمة لخدمة المستفيدين منه في محافظة حقل. جولات رقابية ومن جانبه، أوضح المدير التنفيذي للهيئة العامة للسياحة في منطقة تبوك ناصر الخريصي أن الهيئة العامة للسياحة بدأت في تنفيذ جولاتها على الشقق المفروشة والفنادق في كافة المناطق، للتأكد من التزامها بالأسعار المحددة حسب التصنيف، والتأكد من وجود التراخيص اللازمة، فيما سيكون للشاليهات تنظيم في وقت لاحق باعتبارها نزلا بيئية. وفيما يتعلق بتوفير الأندية البحرية في المحافظة، أوضح الخريصي أن الهيئة تحاول تذليل الصعوبات أمام القطاع الخاص لتنفيذ المشاريع التي تشتمل على النوادي البحرية، ومنها قوارب النزهة، والدبابات البحرية، مشيرا إلى اجتماع أمير منطقة تبوك مع حرس الحدود والأمانة والاتحاد السعودي للرياضات البحرية بشأن التراخيص، وتوقيع محضر بذلك ورفعه لمقام الإمارة، بحيث يحق لأي مستثمر التقدم لإمارة المنطقة للحصول على ترخيص لإقامة مثل هذه النوادي. ومن ناحية أخرى، أوضح مدير الشؤون الفنية في الهلال الأحمر في تبوك أن هيئة الهلال وضعت خطة لاستكمال التجهيزات للفرق الإسعافية ابتداء من تبوك وصولا إلى حقل، ودعم الطريق بفرق من الهلال الأحمر في كل من مركز البئر والزيتة وحقل، إضافة لدعم هذه المراكز بفرق إضافية لتغطية الطريق.