في بعض لقاءاتي مع الموسيقار الراحل محمد الموجي - رحمه الله - كنت أؤكد إعجابي الكبير بشرقيته الموسيقية قلت له مرة ونحن في بيت الفنان الشاب حسين عمر في جدة .. تعجبني شرقيتك في الألحان بل والموغلة في تفاصيل الشرق في دواخلها وإن شرقيتك هذه تتجاوز شرقية عبدالوهاب الأقل نسبة في أعماله أمام أعمال الموجي موسيقيا مثل «اسأل روحك، حانة الأقدار، للصبر حدود، أنا قلبي إليك ميال... وغيرها» أقول ذلك رغم وهابيتي الفنية فانتفض الموجي قائلا: «لا.. لا.. لا تقل مثل ذلك فعبدالوهاب أستاذنا جميعا وأستاذي تحديدا في شرقياتنا معا وغربياتنا.. هو كل الألوان وكل التميز والعطاء.. تحفظت قليلا ثم قلت: أوكي ليكن ولكني حر في ذائقتي. هو موسيقار الأجيال الذي أشبعنا فنا وموسيقى وإبداعا بل وأدخلنا إلى عالم الذوق الموسيقي والتعامل معه كمتذوقين ومحبين بل أصبح معظمنا أقصد أبناء جيلي فلاسفة في الموسيقى والفن، كيف لا وهو عبدالوهاب الذي ظل يمتعنا على مدى أقل من قرن بقليل. أكبرت هذا القول وتلك الانتفاضة من الموجي في هذا الأمر المشمول بشيء من الجرأة من قبلي إذ من يتجرأ على طرح كهذا، لكني كنت كلي إيمانا بما أقول وهذه ذائقتي الفنية الخاصة، وأنا حر فيها كما أنني حر في كتمانها أو البوح بها!، هو شأني لكنني لا أخفي أنني ازددت إعجابا بالموسيقار الموجي أكثر وأكثر وأنا أقلب أوراق دواخله ووجدانياته وهو يرفض أن يتجاوز اسمه اسم أستاذه عبدالوهاب بحال من الأحوال.. الأمر الذي يرجعني لذلك الحوار الأشهر في الأسبقيات عندما قال عبدالله بن العباس «هو أكبر مني ولكني ولدت قبله»، أردت إيراد بعض مما تختزنه ذاكرتي من لقاء الكبار في عالمنا الموسيقي العربي من أبناء ذلك الجيل وتلك المراحل فقط لتصل المعلومة إلى أي مدى هو التعامل باحترام مع أبناء ذلك الجيل ؟، وماهي أوجه الشبه بين تلك التعاملات وتعاملات نجوم اليوم مع بعضهم البعض وتعاملاتهم مع الإعلام ومع الجمهور. أخيرا.. أقول أعان الله هؤلاء النجوم أبناء الساحة اليوم في تحملهم أنفسهم وتحمل بعضهم البعض، كذلك أعان الله الجمهور في تحمل فنهم أو غثيانهم!. فاصلة ثلاثية: يقول روسو: الرجل رجل في بعض الأوقات والأنثى أنثى في جميع الأوقات. ويقول جان جاك روسو: المرأة تحيا لتسعد بالحب، والرجل يحب ليسعد في الحياة. ويقول تشارلز ديكينز: الجمال عند المرأة كالمال عند الرجل قوة وسلطان.