بعدما اطل عازف العود ومؤسس «بيت العود العربي» نصير شمه على جمهور التلفزيون في رمضان ببرنامج أسبوعي يحمل اسمه على قناة «نايل لايف» المصرية، يتضاعف حضوره في العيد ليشمل الفضائية المصرية أيضاً. تعتمد فكرة البرنامج على اختيار موسيقار عربي صاحب مشروع فني حاز إعجاب الناس وساهم في الارتقاء بذائقتهم، وترسخ في وجدانهم حتى اليوم. وتستضيف الحلقات مجموعة من المطربين الذين يشاركونه في الحوار وتحليل الموسيقى، كما يغنون من ألحان «نجم الحلقة»، وغالبية هؤلاء أصوات من أبناء دار الأوبرا المصرية مثل أحمد إبراهيم وطارق فؤاد وأجفان وأروى، وهناك أيضاً مجد القاسم من سورية ومشاعل من لبنان، وسواهم. يعتمد شمه في هذا البرنامج على ثقافته الموسيقية الموسوعية لتعريف الجمهور برموز الموسيقى العربية من خلال ثلاثة أجيال تبدأ من أبو خليل القباني ومحمد القصبجي وزكريا أحمد ورياض السنباطي ومحمد عبدالوهاب ومحمد الموجي، مروراً بجيل منير مراد ومحمد سلطان وحلمي بكر، وصولاً الى مرحلة عمار الشريعي ومحمد علي سليمان، وقد تتوسع المروحة لتشمل جيل الشباب. وآثر شمه على مدار الحلقات الماضية ألا يعمل على أساس كونه مذيعاً بل محللاً لموسيقى وألحان القصبجي أو زكريا أحمد أو الموجي بشكل علمي يحتوي على معلومات غزيرة حتى لا يمل المشاهد. وشدد على أن العبارة التي يرددها في إعلان الحلقات عن كونه لا يستطيع أن يضيف شيئاً الى عزف رياض السنباطي فلأنه، على حد قوله، «مثل السجادة الفارسية تحتوي على مليون عقدة في المتر المربع». وأكد أن موافقته على البرنامج كانت مشروطة بعدم تدخل أحد في عمله مع توافر الإمكانات لظهوره بشكل لائق. وقال ان هذا ما وفره المخرج حسين كمال زين ووزير الإعلام المصري أنس الفقي. واشار الى الاستفتاء الذي أجراه على موقع «الفايس بوك» وشارك فيه حوالى 50 ألف مشاهد، اتت آراء غالبيتهم مشجعة على الاستمرار في تصوير حلقات جديدة. ولفت الى أن الاحتفال بالموسيقار محمد عبدالوهاب في حلقاته يأتي لكونه «ملحناً استثنائياً وحالة متفردة في موسيقانا سواء كملحن أو كمطرب، في أفكاره الموسيقية وفي القيمة التي أضافها على الموسيقى العربية في عصره الذهبي في الثلاثينات والأربعينات من القرن العشرين». وأضاف ضاحكاً: «التقيت أخيراً الامين العام للجامعة العربية في الطائرة وسمعت منه أغنية لعبد الوهاب في تسجيل نادر لم أسمعه من قبل. إنه يمتلك حنجرة هي في حد ذاتها معجزة». وعبّر شمه عن نيته المباشرة في مشروع يؤرخ للموسيقى العربية، خصوصاً الأسماء التي لم تسلط عليها الأضواء مثل فيلمون وهبي من لبنان وعبدالعظيم عبدالحق من مصر.