احتفى الوسط الإعلامي والفني بالموسيقار المغربي نعمان الحلو الذي يزور المملكة هذا الأسبوع ضيفا على الحياة الفنية السعودية. من جانبها، اهتمت بالزيارة الكثير من وسائل الإعلام حيث حل ضيفا على التلفزيون في لقاء تحدث فيه عن كثير من شؤون وشجون التمازج الثقافي السعودي المغربي. حضوره في العوالم المختلفة في العالم الذي تجول فيه بدءا من الولاياتالمتحدة التي درس الموسيقى فيها والعديد من دول أوروبا جعل من النقاد والفنانين في المغرب يطلقون عليه اسم الموسيقار المجدد الذي نهل من التراث المغربي. بعد إطلالته صباح أمس في برنامج صباح الثقافية مع الزميلة مها سراج، التقينا بالموسيقار الضيف الذي سألناه بداية عن ظروف الزيارة وهويتها فقال: أزور المملكة حاليا تلبية لدعوة تلقيتها من وزارة الثقافة والإعلام كأول زيارة ثقافية الطابع، إذ جئت قبل ذلك للحج والعمرة مرارا وسعدت بكثير مما رأيت وشاهدت حيث تشرفت بلقاء الوزير الأديب عبدالعزيز خوجة الذي ألتقي معه روحيا كمثقف وشاعر كبير في مستواه وحضوره الأدبي ولطالما اجتمعت مع الشاعر الأديب في دواخله فنيا، كما سعدت بجولات قمت بها في جدة القديمة برفقة الأخ سمير باعامر وتعرفت على المنطقة التاريخية في جدة ورأيت إلى أي مدى يسكن التاريخ في هذه البلاد. كيف؟ هل من إيضاح، وما هي الاأعمال المشتركة بينك ومعالي الوزير خوجة؟ أولا دعني أصدقك القول إن جدة التأريخية كانت مدهشة بالنسبة لي لأن واحدا من أسباب نجاحي ونجوميتي كفنان في المغرب والعالم كانت أغنيتي «لمدينة لقديمة» باللهجة المغربية أي المدينة المغربية وتحكي صورة الأغنية التي كتبتها أنا أيضا نفس أجواء التأريخ وعبقه العربي الجميل في التآخي مابين مدننا. قلت إنك تعاملت مع نصوص للدكتور عبدالعزيز خوجة؟ نعم كثيرة هي القصائد التي لحنتها للدكتور خوجة واستحالت أغنيات عظيمة في المغرب ورغم عاطفية الكثير من النصوص إلا أنها دوما عاطفية في غلافها الخارجي أما في دواخلها فهي أكثر فلسفة وإبداعية بشكل شفاف، وأحب أن أقدمه وأتعامل معه بصفته الإبداعية الملتزمة والتي تجيء دوما برحيق ديني شفاف، ومن الأعمال التي سجلت نجاحين فنيا وجماهيريا بيننا كانت «قم يا عربي» عن فلسطين والدرة، «اقلب رمادك مرة»، وغيرها مثل «رغم الغياب» التي أرى أنها أقرب ما يمثلني من أغنيات وأحبها كما أحبها جمهوري جدا من بين أغنياتي المائة والخمسين وهذه الأخيرة طرحت في البومي الأخير في المغرب والعالم الذي قدمته باسم «راضية»، ثم إن معظم أو كل فناني المغرب تعاملوا مع نصوص الشاعر خوجة، مثل عبدالوهاب الدكالي وكريمة الصقلي وبالخياط وغيرهم. ماهي صفة الزيارة؟ قلت لك تلبية لدعوة كريمة من المملكة، ولاتنسى إلى أي مدى هي رائعة العلاقات في مختلف المجالات بين المملكتين لا سيما في التواصل الثقافي العام وغيره، وعني شخصيا أقول إنني أتمنى أن استطيع التأكيد ثقافيا بين البلدين لا سيما بعد الخطوة الرائعة عربيا في إمكانية ارتباط المغرب والأردن مع دول مجلس التعاون الخليجي بما يعني أن المطلوب الأبرز منا نحن الفنانين والمثقفين في هذه المنظومة كبير جدا بالدرجة التي يرقى فيها إلى تطلعات وطوحات الأمة بشكل عام. وكما تعلم ويعلم عزيزنا القارئ مدى قوة الأواصر الثقافية والفنية في جمع شعوب العرب تحديدا والأمم بشكل عام. هل من تفعيل مباشر لكم في هذه العلاقة؟ لا لست أنا، أنا فنان ينشد تحقيق نسبة كبيرة من هذا الأمل في أقرب وقت ولكني جلست إلى السفير عبدالعالي الجاي قنصل عام المغرب في جدة والذي هو في نفس الوقت له اهتماماته الكبيرة والعظيمة في الشأن الموسيقي المغربي والأندلسي بشكل عام، الأمر الذي أسعدني في كونه اختير كدبلوماسي مغربي للعمل في السعودية القريبة من قلب كل مسلم، كذلك أعجبت باهتماماته الثقافية لأبناء المغرب في المملكة ووجدت إعجاب رجل العلاقات الثقافي المغربي سعيد أجا وهو يتحدث عن جمال أنشطة عبدالعالي هنا مثل حضور وتنظيم معرض الفنان المغربي العالمي محمد الشهدي مؤخرا في جدة. عرفنا عليك كفنان بشكل أكبر. لماذا لم تصل فنون المغرب بشكل أكبر إلى المشرق العربي؟ سؤال تقليدي ربما أتعبتك الإجابة عليه؟ أستطيع القول إن التقصير من كل الجهات ولكن إهمال أو تقصير إعلام المشرق العربي بفنوننا المغربية يبدو أكثر وضوحا. رغم اقتراب أنغامنا وكنهها إلى بعضنا البعض عموما أنا قمت بجولات في كثير من دولنا العربية ومع نجومها كانت صلتي دائما وهنا وفي المغرب أيضا جمعتنا الكثير من الأعمال واللقاءات مع نجوم الفن السعودي وفي الأمس التقيت مع الدكتور عبدالرب إدريس وقبلها مع عبدالمجيد عبدالله ومحمد عبده صديق وعملنا معا بشكل كبير في المغرب وكنت أتمنى الالتقاء بالراحل طلال مداح ولكن لم يتح لي ذلك.