يبدو أن المثل القائل «المصائب لا تأتي فرادى» قد انطبق على فريق عمل مسلسل «مباشر ولكن» المعمد من قبل التلفزيون السعودي لعرضه في شهر رمضان المقبل، فبعد أن قام مجموعة من الشباب برفع شكوى لوزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محي الدين خوجة يطالبون من خلالها برد حقوقهم المالية والمعنوية، فيما أسموه بالاستيلاء على فكرتهم وبيعها للتلفزيون السعودي وإنتاجه من قبل المخرج الدكتور فهد غزولي والمنتج أحمد الغامدي وهالة حكيم وتقديم وثائق تثبت ملكيتهم للعمل، بل إنهم هددوا باللجوء برفع دعوى في المحكمة لاسترداد حقوقهم وإيقاف العمل وعدم عرضه في رمضان؛ ليأتي رد مخرج العمل المتهم الدكتور فهد غزولي، مؤكدا أن العمل ليس ملكا لهم وأنه يملك تنازلا من قبل كاتب المسلسل بندر باجبع عن العمل، وأن جميع أوراقه سليمة مشككا بالأوراق المقدمة من قبل محمد هلال وفهد جاسر لتسارع وزارة الثقافة والإعلام بالاطلاع على جميع الأوراق، ومازال الموضوع محط جدل ونزاع حول ملكية العمل المعمد من قبل التلفزيون السعودي بمبلغ زهيد لا يتجاوز ثمانمائة وسبعين ألف ريال؛ لتظهر مشكلة جديدة على السطح وهي الأزمة المالية الخانقة التي تسببت في إيقاف تصوير المسلسل أكثر من مرة. وقد علق كاتب العمل بندر باجبع على المشكلة بقول «محمد هلال له حق في فكرة العمل؛ لكنه تخلى عن حقه كونه شريكا مع أحمد الغامدي وفهد غزولي في المسلسل عندما رفض العمل فيه»، مبينا أنه سبق وأنجز محمد هلال وأحمد الأسطا حلقة من سبع دقائق حول نفس الفكرة وحاولوا بيعها على الفضائيات لكنهم لم يوفقوا ليقرروا تحويلها لفيلم سينمائي يشارك في المهرجانات مع الدكتور فهد غزولي؛ لكن أحمد الغامدي والذي دخل شريكا معهم في العمل استطاع أن يأخذ تعميدا من التلفزيون، بعد أن صور الدكتور فهد غزولي مع محمد هلال حلقة شارك فيها الفنانون هاني ناظر ومحمد بكر وآخرون، وذلك من خلال العلاقات الوثيقة التي يمتلكها الدكتور فهد غزولي مع الفنانين ليقبل التلفزيون السعودي بالفكرة شريطة، أن يتم تغيير الحلقة المقدمة. وأضاف باجبع «عندها زارني الثلاثي الدكتور فهد غزولي وأحمد الغامدي ومحمد هلال، وطلبوا أن أكتب حلقة واحدة فوافقت على أن أبني ما أملكه من أفكار على فكرة العمل الرئيسة، وهي فضح كواليس العمل في الفضائيات وبالفعل كتبت حلقة واحد وتم قبولها في التلفزيون ليتم طلب كتابة أربع حلقات أخرى، عندها زاروني مجددا وطلبوا أن أكتب أربع حلقات فاتفقت معهم على جميع حقوقي المادية وأنجزت ماطلب مني». واستدرك باجبع «بعدها نشب خلاف بين المخرج الدكتور فهد غزولي والفنان محمد هلال حول من سيخرج العمل، فهلال يرى أن الإخراج من حقه كونه أول من قدم الفكرة، وغزولي يرى أن الإخراج من حقه كونه أكثر خبرة وساهم بعلاقاته في تصوير الحلقة الأولى». وأفاد باجبع أنه حاول أكثر من مرة التدخل للإصلاح بين الطرفين؛ لكن محاولته باءت بالفشل ليتسع الشقاق ويخرج هلال من العمل ويرفع شكواه للوزير، مبديا أسفه على ماحصل وتمنى أن ينتهي الموضوع بصلح ينهي ذلك الخلاف الكبير، ولفت باجبع إلى أن اسم «مباشر ولكن» اسم جديد؛ لأن ماقدمه هلال مع الأسطا في وقت سابق كان باسم مغاير. ولم تنته المشكلة بين محمد هلال وفهد جاسر مع غزولي والغامدي حتى ظهرت مشكلة الأزمة المالية، خصوصا أن بعض فريق العمل لم يستلموا حقوقهم، وأن التصوير قد تعطل أكثر من مرة بسبب رفض بعض الممثلين والفنيين العمل بسبب عدم استلام أجورهم وكثرة الخلافات داخل العمل، حتى أن الفنان جميل علي لم يكمل مشاهده حتى الآن بسبب عدم استلامه لحقوقه مما يهدد استمرار العمل الذي تبقى 20 في المائة منه، إلا أن المخرج الدكتور فهد غزولي نفى توقف الفنان جميل علي بسبب الأزمة المالية، مرجعا ذلك لانشغاله بتصوير مسلسل «فينك»، مؤكدا أن الانتهاء من تصوير العمل سيتم خلال الأيام المقبلة؛ لتبدأ مرحلة المونتاج استعدادا لتقديمه للتلفزيون وعرضه في شهر رمضان، واعترف غزولي بأن ميزانية العمل قليلة وأن نسبة الخسارة فيها واردة، بل أكيدة؛ لكن ذلك لن يثنيهم عن تجاوز كل الصعوبات وتقديم العمل في وقته المحدد، مؤكدا أنه يملك كل الوثائق التي تؤكد ملكيته للعمل، والتي طلبتها وزارة الثقافة والإعلام وتم تقديمها لهم للتأكد من صحة أقوالي، ولم يبد غزولي أي اكتراث لمطالب هلال وجاسر بإيقاف العمل. وحتى الساعة مازال مصير مسلسل «مباشر ولكن» غامضا بين مطرقة الشكوى وسندان الأزمة المالية التي تهدد بظهور مشاكل مالية جديدة على السطح في الأيام القليلة المقبلة.