(خلك ذيب).. عبارة ليست غريبة على مجتمعنا السعودي وهي من العبارات المألوفة في تربية الأولاد الذكور وتنشئتهم على الشجاعة والإقدام، حتى المسلسلات البدوية تستخدم الذئبوية للتشبيه والقدوة عند الحديث عن الرجال الشجعان القادرين على مواجهة المخاوف والتحديات! فإذا أرادوا استثارة الولد وتقوية عوده وشد أزره قالوا له (خلك ذيب) ولا تصير «رخمة» اليوم مفاهيمنا السائدة عن الذئبوية تواجه مأزقا حرجا!! فالمتداول.. حاليا أن الذئب البشري هو ذاك المجرم الخطير الآثم مغتصب الأطفال ومروج الرذيلة على حساب الأبرياء، ولم تعد الذئبوية من تشبيهات البطولة والمرجلة!! صارت من الموبقات والجرائم الخطيرة!! فكلما ظهرت جريمة لفاسق يغتصب العفاف الأنثوي بوحشية مقززة قالوا عنه (الذئب البشري).. وآخر هؤلاء الجناة المكروهين ذاك الذي أتى جرمه على عشرات الأطفال الصغيرات أكبرهن في الثالثة عشرة، أما المصيبة أنه معلم! والمصيبة الأعظم أن حكايته أصبحت قضية رأي عام.. بعد انتشارها بين مختلف وسائل الإعلام الحديث!! مما يجعل عبئها على القضاء والقضاة أكبر، وفي مثل هذه القضايا يغلب الاتجاه نحو معاقبة الجاني ولا يكون الاتجاه نحو الضحايا!! ولا أحد يفكر أن أبناء هذا المجرم هم من الضحايا بل أول الضحايا.. فكيف يعيشون حياتهم بعد أن قلبها والدهم إلى جحيم حيث تشير لهم الأصابع هؤلاء أبناء ذلك المجرم! ما مصير زوجته وبناته الأربع وولديه؟! كل ذنبهم أن أباهم ذاك الوحش المفترس فأين يذهبون بين المعاناة من هذا النسب الملوث والمعاناة من مجتمع تضرر من أبيهم فانقلب عليهم؟! مثل هذه القضايا المؤلمة والمفجعة.. تشكل ضغطا رهيبا على الأحكام الصادرة في حق هذا الذي ليس ذئبا.. فالذئب لا يأتي بهذه المنكرات حتى الوحوش الضارية تأبى الفرائس الضعيفة! إنما هو رجس من الشيطان ونوع من الآدميين المنزوع عنهم ضمائرهم فعاشوا بين الخلق والأقفاص بهم أولى فهم.. أخطر من الوحش المحبوس في قفص!! القضاء يمر بمرحلة إصلاحات جذرية وبمواجهة لهذه القضية يسجل موقفه في الإصلاح أمام الرأي العام، القضاء اليوم حكمه سيكون للجماهير المنتظرين قضاء عادلا ينصف حقوق جميع الأطراف.. الجاني والمجني عليه فكيف يكون العدل من ظالم جنى وافترى وكيف يكون الحكم على المحكوم عليه من قبل المجتمع قبل حكم العدالة؟! هذه القضية على هولها وجرحها تشكل اليوم مسيرة القضاء في زمن الإصلاحات فكيف يكون الحكم؟! وماذا لو كان المجرم مريضا هل يحكم القضاء بعلاجه أم يحكمون بالقصاص منه! المجتمع قال كلمته .. وفي انتظار كلمة القضاء وهي الأهم. للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة