حركة التاريخ تشير إلى أن الأمم الخاملة والتي تبذل قصارى جهدها أن تظل خاملة كثيرا ما تلفظها رياح التقدم التقني والمعرفي خارج مسارات الريادة والإبداع والإنتاجية، ما يحث الأمم المتأخرة على الحرص بشدة على تقييد التغيير والحرص على أن تكون جزءا من الماضي والبحث عن المبررات جهلا ومكابرة لتزييف وعيها وهذا ما يباعد بينها وبين عالم متقدم تروم لأن تكون جزءا منه ولكن ممارساتها تعيق نهضتها. إن تحقيق متطلبات الريادة يتطلب أولا تهيئة المناخ للإبداع والابتكار والإنجاز ولن يحدث ذلك إلا من خلال تفتيت عوامل الخمول والثبات البنيوي في ممارسات المجتمع والتي لا يمكن أن تحدث إلا بضخ ثقافة المبادرات على مستوى المجتمع لتنعكس على القطاعين العام والخاص والأجيال الشابة والقادمة لتكون جزءا أصيلا وجوهريا منه، ومن هنا تأتي الحاجة إلى تأسيس جمعية وطنية للمبادرات تهدف إلى تحفيز المجتمع لإطلاق مبادرات ومحاولة بحث إمكانية تنفيذها من خلال رواد الأعمال الاجتماعية أو القطاعين العام أو الخاص بحيث تهدف الجمعية إلى إعداد لقاءات سنوية تضم في عضويتها كافة شرائح المجتمع ونخبا متنوعة من المثقفين والمفكرين لإطلاق مبادرات اجتماعية لمكافحة ظواهر سلبية وتحفيز الإبداع والابتكار في المجتمع، واستحداث جائزة وطنية للمبادرات حتى تصبح المبادرات جزءا أصيلا من ثقافة المجتمع وبالتالي يكون من السهولة بمكان تقليص فجوة التقدم والتأخر التي تفصلنا عن عالم متقدم تكسوه النشوة بقدراته الفذة على التغيير والتطوير واضطرار العالم إلى كسب رضاه وملاحقة إنجازاته. إن أصل الكوارث التي نعايشها من وجهة نظري ليس تعليميا أو تربويا أو خللا في أداء القطاعين العام أو الخاص فكل ما سبق هو نتاج لثقافة المجتمع وبالتالي متى نجحنا في تفتيت عوامل الخمول ومكافحة الظواهر السلبية والمكابرة نكون في أول عتبات مواجهة المستقبل وليس من سبيل لذلك إلا بإطلاق مبادرات متنوعة وتهيئة المناخ لتنفيذها وهو ما يتطلب استحداث جمعية متخصصة بالمبادرات لها ميزانية مستقلة ولديها الكفاءات والصلاحيات لإطلاق مبادرات تعظم استفادتنا من ثرواتنا المالية والبشرية وقادرة على أن تجعل الوطن في مصاف العالم المتقدم، فهل ستؤسس؟ وهل سنصبح جزءا من عالم متقدم؟ إجابة السؤال رهن بمبادراتكم. [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 246 مسافة ثم الرسالة