محمد طه الصافي خريج بكالوريوس من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن، تخصص في نظم المعلومات الإدارية، خاض تجربة مميزة وفريدة في العمل الخاص تمثلت في إنشاء مطعم للأكلات السعودي الشعبية يغزو به الأسواق الغربية. وعن تجربته هذه قال ل «عكاظ»: فكرت بداية أنا وزملائي الشركاء والمؤسسون في أن نؤسس مطعما بفكرة مختلفة ومبتكرة تماما عما هو موجود في السوق، فبدلا من أن نشتري وكالة علامة تجارية عالمية لأحد المطاعم «فرنشايز» قررنا أن نفعل العكس، أي أن نبدأ من هنا من بلدنا من أكلنا وأصناف طعامنا الشعبية نطورها ونجعلها في المستقبل علامة تجارية عالمية ونغزو بها الأسواق الغربية بدلا أن يغزونا هم. وأضاف «جلست مع شركائي وتباحثنا في الأمر وعلمنا أن مثل هكذا مشاريع نسبة نجاحها قد تكون 10 في المائة فقط، ولكنها إن نجحت فهي ذات ربحية عالية». وبالفعل بدأنا أولى خطوات المشروع باختيار الفكرة وهي «أكل زمان والأصناف الشعبية» ثم عملنا على اختبار الفكرة بإجراء دراسة ميدانية ودراسة جدوى للمشروع بشكل شامل ودقيق بدون تسرع فكان من مخرجات هذه الدراسة أن توصلنا إلى أن 80 في المائة من أفراد المجتمع السعودي يفضلون تناول هذه الأكلات الشعبية في منازلهم، وذلك لانعدام الجو النظيف والراحة في مثل هذه المطاعم. وتابع «من هنا بدأنا بفكرة تحسين وتطوير شكل الأكلات الشعبية، لا المحتوى، وذلك من خلال تقديمها بقالب عصري وجديد وفي مكان نظيف ومريح فكانت فكرة مطاعمنا الذي نقدم فيه قائمة بأكلات محلية شعبية بهوية عالمية، فعلى سبيل المثال قدمنا المطبق بشكل مربعات وبطابع مقرمش وهش، والمعصوب بشكل جديد مع المثلجات ومع كريم الكرميل، حتى الفول قدمناه بطريقة كرنشي سكوير المبتكرة. وعن المعوقات التي واجهت المشروع قال إن أهم معوق واجههم وأكبر صعوبة، إضافة إلى الإجراءات الحكومية المعقدة، العمالة وندرتها، حيث لا توجد شركات متخصصة عندنا ومراكز تدريب فندقية تنتج لنا عمالة مؤهلة للعمل في المطاعم. وأضاف «أما بالنسبة إلى المعاملات والإجراءات الحكومية فحدث ولا حرج، للأسف لا يوجد تنسيق ولا تواصل بين دائرة وأخرى ما يجعل المراجع وصاحب بالمشروع يعيش في دوامة من التعقيدات والروتين يعيق تقدم المشروع والإسراع في تنفيذه». وحول عدم تسجيل هذه العلامة التجارية للمشروع في دولة أخرى مثل الإمارات أجاب «لن يعوقني دفع مبلغ 200 دولار لتسجيل هذه العلامة في دبي أو غيرها ولكن أحجمت عن الموضوع لئلا تفقد الشركة هويتها السعودية إذا سجلت خارج وطننا الغالي».