أكد عدد من خريجات المعاهد والكليات الصحية اللاتي لم يحصلن على وظائف حكومية حتى اليوم، رفضهن للعمل في المراكز الصحية الأهلية والمستشفيات الخاصة، لأسباب عدة؛ أبرزها ضعف الراتب الذي تتقاضاه الموظفة في المراكز الصحية الأهلية مقابل عدد ساعات العمل الملقاة على عاتقهن، الذي لا يتجاوز مبلغ 1800ريال، بالإضافة الى فرض بعض القطاعات على العاملات ساعات عمل إضافية أو في أوقات متأخرة من المساء، دون اكتراث أو مراعاة لظروفهن الأسرية. وطالبن إعادة النظر في التعامل مع المرأة ومنحها مزيدا من الفرص الوظيفية المتخصصة داخل محيطها الاجتماعي، الذي يتعامل معها بشكل يتماشى مع رغباتهن وأسلوب حياتهن؛ سواء في المستشفيات أو المراكز الصحية الحكومية، مؤكدات على ضرورة إيجاد مراكز صحية نسائية وعيادات نسائية، إذ إنه لم يستطعن التغلب على الخوف من نظرة المجتمع للمرأة العاملة في المجال الصحي. وهو ما دفعهن إلى التخلي عن أية وظيفة بالقطاع الخاصة بالنسبة للمراكز الصحية الأهلية إلى إن يتم التوظيف في وظائف رسمية في المراكز الصحية الحكومية لما فيه من الخصوصية والبعد عن الاختلاط لتأدية العمل في جو من الأريحية. وأشارت نورة الدوسري في حديثها ل«عكاظ» إلى ما يجعل الفتاة تلفت النظر عن العمل في المراكز الصحية الأهلية، هي فترة العمل المشتملة على فترتين صباحية ومسائية، التي قد لا تتناسب مع ظروف الفتاة أو المرأة المتزوجة التي لديها مسؤوليات أخرى؛ مثل أعمال المنزل والأبناء التي قد ينشأ عنها مشاكل أسرية لا تحمد عقباها. أما ابتسام سعد فذكرت أن أهم أسباب ومعوقات عمل الفتاة في المراكز الصحية الأهلية، هو ضعف الراتب الذي لا يوازي العمل الذي تقوم به الموظفة؛ سواء في التمريض أو الاستقبال أو الأشعة أو أي تخصص آخر، والذي لا يخلو من الخصومات خاصة لموظفات المحاسبة والاستقبال، كما أن الموظفة في المراكز والمستشفيات الأهلية لا يمنحن حوافز ولا مكافآت مثل نظيراتها في القطاع الحكومي اللاتي لهن من الحوافز والمكافآت والتكريم والإجازات ما لم يمنح لنا في حالة التحاقنا بالوظائف في المراكز الخاصة الأهلية، وكذلك إن ما يميز العمل في المراكز الصحية الحكومية مراعاتها لفترة عمل المرأة. وخالفت فاطمة الغامدي، وروان الوذيناني آراء بعض الخريجات بقولهن: إن نظرة المجتمع لعمل المرأة في المجال الصحي هي ما يمنعها من العمل في القطاع الخاصة، وذكرن أن النظرة الدونية بدأت تزول عن السابق بكثير، وأصبح المجتمع لديه وعي بضرورة وجود المرأة في هذا المجال، وأكدن أن أهم معوقات عمل الفتاة في المراكز والمستشفيات الأهلية تتعلق بشح ونقص الوظائف في القطاع الخاص، وذلك بتفضيل التعاقد مع العمالة الخارجية، بسبب قلة رواتب العمالة مقابل الموظفة السعودية التي لا ترضى براتب لا يزيد على 1500 ريال في شهر مقابل العمل فترة عمل صباحي ومسائي. وأكدن أن بعض الفتيات حرمن من الفرص الوظيفية في المراكز والمستشفيات الأهلية؛ إما بسبب رفض الأهالي أو برفض الزوج الذي يرى أن تعمل في عيادة نسائية خاصة أو في أقسام نسائية في أحد المراكز الصحية الحكومية التي توجد في عدد من الأحياء، مطالبات في الوقت نفسه إنشاء عيادات ومراكز صحية نسائية خاصة ليتمكن بعد أن أكملن دراستهن في المجال الصحي من الحصول على فرصة وظيفية في جو من الخصوصية.