ينتشر في الأزقة الخلفية بالعاصمة المقدسة باعة «النشوق» الذين يرون في تجارتهم المخالفة والضارة تجارة مربحة تدر عليهم مالا يوازي دخل وظيفة ممتازة، الأمر الذي يدعوهم للاستمرار في ترويجها في ظل الإقبال عليها من قبل المراهقين والشباب. ويذكر بائع النشوق مصطفى أن زبائنه في غالبيتهم من المراهقين الذين يدرون عليه دخلا يوميا يفوق ال 500 ريال، مضيفا أن مادة النشوق تتكون من «العطرون» و«التنباك»، إضافة إلى مواد أخرى يتم إعدادها بطريقة معينة لتكون جاهزة للزبون، مشيرا إلى أن تزايد تعاطي طلاب المدارس لها لاعتقادهم أنها أخف ضررا من التدخين. «عكاظ» التقت ببعض من يتعاطون «النشوق» لتتعرف عن أسباب تعاطيهم لها، فيقول ماجد تعلمت تعاطي الشمة في أواخر المرحلة الابتدائية شباب الحي، مشيرا إلى ندمه على استعمالها وينتظر وجود برامج علاجية للإقلاع عنها في المدارس أو غيرها، وقال إنه يقوم بشراء النشوق من أحد باعة الأغنام في الكعكية، وهو ما أكده الشاب فالح قائلا إن رفقاء السوء هم من أوقعوني في تناول النشوق حتى أصبحت عادة يومية لي، وبين أنه يقوم بشرائها بسعر خمسة ريالات، حيث يحصل على ثمانية أكياس من النشوق مقابل هذا السعر.وأوضح طبيب الأسنان الدكتور وائل محمد أن مادة النشوق تحتوي على مادة النيكوتين السامة وهي مادة تسبب الإدمان، لذا نرى من يتعاطى النشوق لا يستطيع الفكاك عنها بسهولة، مبينا أنها تشوه منظر الفم فتكون رائحته كريهة وقبيحة ويلاحظ على من يتعاطونها كثرة التفل في الشوارع وغيرها من الأماكن العامة وأصفرار الأسنان وتسوسها، كما أنها تسبب سرطان الفم وسرطان اللثة. ومن الجهة الأمنية، أكد المتحدث الرسمي في العاصمة المقدسة الرائد عبدالمحسن الميمان أن هناك متابعة ميدانية مستمرة لمكافحة بيع النشوق والشمة، مشيرا إلى أنه تم القبض على عدد من هؤلاء البائعين وتمت إحالتهم إلى التحقيقات، محذرا كافة أفراد المجتمع من الانجراف وراء هذه الفئة التي تضر بالصحة العامة.