بدأت الحكاية عام 1947، عائلات وسكان قرى فلسطينية يحملون غدر العالم وحقد اليهود الصهاينة وتخاذل الأشقاء، وينطلقون.. وجوههم إلى الحدود وظهورهم إلى منازلهم وأرضهم وزيتونهم ومراكب الصيد. الكل يهرب من المجزرة، الكل يهرب من الموت، إلى أرض الأشقاء في لبنان وسورية والأردن. يقصدون خيمة قالوا لهم: إنها منزل مؤقت بانتظار العودة إلى منازل الأجداد. يفترشون الأرض حين قالوا لهم «إنكم ضيوف عليها بانتظار العودة الى أرضكم». ينظرون إلى الحدود حيث تركوا الأحبة والذكريات، لأنهم قالوا لهم إنهم لا بدّ عائدون. «اللاجئون الفلسطينيون».. إنهاء القضية وإن حاول الجميع التملص منها، انهم العقدة وإن سعى الكثيرون لتجاهلها. في الأردن شكلوا ازمة فكان الانفجار الكبير والشهير قبل عشرات السنوات. وفي سورية سعى البعض لاستعمالهم أوراقا على الحدود المحصنة ما بين نكبة ونكسة، فثار مخيم اليرموك معلنا رفض الارتهان والمساومة. وفي لبنان يكثر الحديث عن ازمة قادمة أو عن برميل بارود يكاد ينفجر اسمه «المخيمات». فتارة يصفونهم بملاجئ الارهاب، وتارة أخرى يستوردون لها «فتح الإسلام» وأطوارا كثيرة «الشماعة» لأمني يبحث عن رتبة أو لسياسي يريد إيصال رسالة. إنهم دائما وأبدا خط تماس مع كل الأزمات اللبنانية والإقليمية. 14 مخيما للاجئين الفلسطينيين في لبنان، من أقصى الشمال إلى أقصى الجنوب. كانت فاعلة في الحياة الاقتصادية والسياسية والأمنية منذ تواجدها (بعد نكبة 1948 وقبل نكسة 1967)، منها من ارتبطت جولات عسكرية باسمه كتل الزعتر في عام 1977، وكصبرا وشاتيلا عام 1982 والمجزرة الإسرائيلية التي شهدها، وكمخيم نهر البارد عام 2007 مع ما يسمى بتنظيم «فتح الإسلام» وما بينهم جميعا «عين الحلوة» حيث كل ما فيه لا يشير الى الحلاوة بل الى مرارة الوجود الفلسطيني في لبنان. فلكل مخيم قصة وتاريخ، والقصص كمسلسل تلفزيوني من 14 حلقة تأتي كالتالي: برج البراجنة أنشئ مخيم برج البراجنة، في العام 1948، على مساحة 104 دونمات، فاعتبر من أكبر المخيمات في العاصمة بيروت، ويقع على الطريق الرئيس المؤدي إلى مطار بيروت الدولي. ينتشر فيه البؤس، والفقر، والشوارع الموحلة، فيما يكتظ المخيم بساكنيه، انه أقرب إلى مدن الأكواخ، بطول 500 متر، وعرض 400 متر. يواجه مبانيه الشرقية شيعة الأحياء الجنوبية. تعيش في مخيم برج البراجنة أسر كثيرة، من ترشيحا (شمال فلسطين قبل 1948) يشكلون نحو 40% من سكان المخيم. يبلغ عدد سكان المخيم نحو 13812 نسمة، حسب إحصاءات «وكالة الغوث» لعام 1995. ويعاني المخيم ازدحاما رهيبا، حتى أن 13 فردا ينامون في حجرة واحدة، مساحتها 4×4 أمتار، تنتشر الأمراض، مثل السل، الجرب، القمل، والإسهال، خاصة بين الأطفال. ونتيجة تأثير الإقامة في مكان ضيق كمخيم برج البراجنة ولد التوتر عند الشباب. عندما حاصرت حركة «أمل» المخيم سنة 1985، أكل الناس العشب، وكان كل من يخرج من المخيم يقتل، فأكل الناس القطط والكلاب. عين الحلوة أنشئ في العام 1948، وهو أكبر مخيمات لبنان، يقع جنوب مدينة صيدا، على بعد ما يقارب 3 كلم عن قلب المدينة، ويبلغ عدد سكان المخيم، حسب تعداد 1995، نحو 38.483 نسمة. وفي تعداد 2000 بلغ العدد 70 ألف نسمة. وتبلغ المساحة الراهنة نحو 420 دونما. ومخيم عين الحلوة، مثله مثل سائر المخيمات في لبنان، من حيث نقص الخدمات، بشتى أنواعها. ناهيك عن الصراعات التي عمت مخيمات لبنان، وسميت بحرب المخيمات. الرشيدية يقع شرقي مدينة صور ويبعد عنها نحو 15 كلم، وعلى بعد 8 كلم من جنوببيروت. أنشئ عام 1948، وتبلغ مساحته نحو 267.2 دونم، ويبلغ عدد السكان 22.524 نسمة، حسب إحصاءات 1995. المية ومية يقع شرقي مدينة صيدا، على تلة مشرفة عليها، ويبعد ما يقارب 5 كلم عن المدينة. أقيم عام 1948، على مساحة 54 دونما، ويبلغ عدد سكانه نحو 3.963 نسمة، حسب إحصاءات 1995. يشار إلى أنه في العام 1982 جرف نصف المخيم، وأزيل على يد «القوات اللبنانية»، وهجر أكثر من 3 آلاف نسمة من أهله إلى المخيمات المجاورة. صبرا وشاتيلا أقيم هذان المخيمان في العام 1949، في محافظة بيروت، في الشطر الغربي للمدينة، بالقرب من السفارة الكويتية. وتبلغ المساحة الراهنة نحو 39.6 دونم. وعدد السكان نحو 8 آلاف، مع الإشارة إلى خروج عدد كبير من السكان، جراء الحرب. جدير بالذكر هنا أن مذبحة صبرا وشاتيلا التي قادها رئيس الحكومة الاسرائيلية الاسبق ارييل شارون وكان وزيرا للدفاع عام 1982 استمرت 3 أيام، ذبح خلالها 3 آلاف نسمة معظمهم من النساء، الأطفال، وكان الجيش الصهيوني ينير المخيمين بالكشافات، ويتفرج على المذبحة التي نفذها مجموعة من المسلحين اللبنانيين. تل الزعتر أقيم عام 1949، بمساحة 56.65 دونم، وقد أزيل، نتيجة الحرب الأهلية، وذلك عام 1976. ويقع مخيم تل الزعتر شرق بيروت. وفي سنة 1976 بدأ الكتائبيون إخلاء كل ضواحي بيروتالشرقية من المسلمين. وكان تل الزعتر من ضمن المناطق المطلوب إخلاءها، والمشكلة الوحيدة التي كان يعانيها المخيم هي نقص المياه، حيث أحاط الكتائبيون بالسكان، وعندما بدأ الناس يموتون عطشا، استسلموا، ووافقوا على الجلاء، وأثناء مغادرتهم المخيم ذبح منهم 1500 نسمة. معظمهم من الرجال، ثم سوت البلدوزرات المخيم بالأرض، وأحاط المصير نفسه، بمنطقتي النبعة والكارنتينا في منطقة الأكواخ الشيعية، بضواحي بيروت وفر الناجون إلى بيروتالغربية. البص يلاصق مخيم البص مدينة صور، وقد أقيم، في عام 1949، على مساحة 80 دونما، ويبلغ عدد سكانه نحو 8135 نسمة، حسب إحصاءات 1995. نهر البارد ثاني أكبر المخيمات الفلسطينية، بعد مخيم عين الحلوة، ويقع على بعد 15 كلم شمال مدينة طرابلس، أنشئ المخيم عام 1949، على مساحة 198.13 دونم، ويبلغ عدد السكان نحو 25.000 نسمة، حسب إحصاءات 1995. وما يقارب 30 ألف نسمة، حسب إحصاءات 2000. شهد هذا المخيم معركة كبيرة بين الجيش اللبناني ومجموعة مسلحة قيل إنها مدعومة من المخابرات السورية تدعى (فتح الإسلام) ويقودها شاكر العبسي. الجليل يقع على أطراف مدينة بلعبك، أنشئ عام 1949، على مساحة 43.44 دونم، ويبلغ عدد السكان نحو 6705 نسمة حسب إحصاءات 1995. مار إلياس يقع في قلب العاصمة بيروت، أنشئ المخيم في عام 1952، على مساحة 54 دونم، ويبلغ تعداد ساكنيه نحو 7 آلاف نسمة، وهو مخيم فلسطيني مسيحي، قرب الاستاد الرياضي ببيروت وكان أكثر أمنا من مخيم برج البراجنة، لوقوعه في منطقة يسيطر عليها الحزب التقدمي الاشتراكي. البرج الشمالي أنشئ هذا المخيم في عام 1955، على مساحة 136 دونما، وهو يبعد ما يقارب 5 كلم شرقي مدينة صور. ويبلغ تعداد سكانه نحو 20 ألف نسمة، حسب إحصاءات 1995. البداوي هو المخيم الثاني في منطقة طرابلس، ويبعد 5 كلم شمال مدينة طرابلس. وهناك عائلات فلسطينية قليلة تقطن في مدينة طرابلس، كمالكين للمنازل، أو مستأجرين. أقيم المخيم ما بين عامي 1955 1956 على مساحة 200 دونم. يبلغ تعداد سكان المخيم نحو 18 ألف نسمة. وشهد هذا المخيم وغيره من المخيمات هجرة عائلات كثيرة إلى دول أوروبا مثل: ألمانيا، والدانمارك، والسويد. ضبية أنشئ مخيم ضبية، في العاصمة بيروت، عام 1956، على مساحة 13.6 دونم، ويبلغ تعداد سكانه، حسب إحصاءات 1995، نحو 3949 نسمة. وهناك أعداد أخرى من السكان غير مدرجة في إحصاءات «وكالة الغوث». لكن هذا المخيم أزيل عام 1977. النبطية كمخيم تل الزعتر، وجسر الباشا، وغيرهما من المخيمات، التي دمرت أثناء الحرب الأهلية 1975 1990. أنشئ المخيم عام 1956، في مدينة صيدا.