تقع قرى جبال الصهاليل في الشمال الشرقي من منطقة جازان، وتبعد عنها مسافة 150 كيلو مترا تقريباً، وتتميز بالطبيعة الخلابة والمدرجات الزراعية ووديانها الجارية ومعالمها الأثرية وأشجارها المعمرة مثل أشجار العرعر والدوم، كما تتميز بأمطارها الموسمية واعتدال مناخها في فصل الصيف، إلا أن هذه الميزات يقابلها افتقار للخدمات الضرورية؛ إذ لا يوجد سوى مركز إمارة ومستوصف وبعض المدارس، ويطالب الأهالي بمخفر للشرطة وبلدية مستقلة ودفاع مدني وهلال أحمر ومحكمة وبريد. «عكاظ» قامت بجولة في تلك الجبال الشاهقة ذات الطبيعة الساحرة خاصة السرب ووساع وجوة شهدان حيث وقفت على تفاصيل معاناة سكانها. الطريق إلى جبال الصهاليل لا يمكن وصف خطورته ووعورته وصعوبته إذ لم ينل حظه من السفلتة إلا في مسافة 7 كيلو مترات من نهاية محافظة هروب إلى بداية قرية السرب التابعة للصهاليل لتبقى بقية الطرق ترابية صخرية. يحيى بن علي الصهلولي شيخ قبائل الصهاليل أشار إلى أن السكان يقدر عددهم بحوالى 13 ألف نسمة من عدة قبائل وفخوذ أهمها المجعلة، آل عامر، آل مربحي، المسدلة، العينين، الجوابرة، بني الصينية، آل الجرو، آل عامر بن حسن، آل جمان، القفافين، المدغمة، أهل الوصفاء أهل الجرف، والخنافجة. وأضاف أنهم بحاجة ماسة لسفلتة الطرق المؤدية إلى الصهاليل حيث لم تتم سفلتة سوى قرية السرب دون سواها، في حين تفتقر للخدمات الضرورية من المدارس والصحة والماء والهاتف. خدمات غائبة سعيد الصهلولي والمعلم سالم صهلولي ويحيى جابر الصهلولي ويحيى بن علي الصهلولي وجابر الصهلولي وعلي جبران الصهلولي وراعي الصهلولي أشاروا إلى أن قرى جبال الصهاليل التي تمثل أغلبية السكان لم تحظ بخدمات الطرق والنقل، وهي قرى قديمة جدا وكانت أولى بتوفير كافة الخدمات منذ زمن بعيد، حيث يعاني السكان أشد المعاناة من الانتقال على الطرق الوعرة منها توقف الدراسة عند الانهيارات الصخرية والأمطار دون أي تحرك من إدارة الطرق. وأبانوا أن غالبية القرى تفتقر للخدمات الضرورية كالكهرباء إذ يعيشون على ضوء الفوانيس وكذلك الصحة حيث لا يوجد سوى مركز صحي واحد في السرب لا يفي بالغرض مما أدى لوفاة بعض الحوامل أثناء نقلهن عبر الطرق الوعرة لمستشفى محافظة صبياء، مشيرين أيضاً إلى افتقارهم للماء مما يضطرهم لاستخدام مجمعات بقايا الأمطار والبرك المكشوفة، إذ لا تتوفر غير بئر ارتوازي واحدة في قرية الجزعة التي تفصل بينها وقرى أخرى عشرات الكيلوات. الحرمان من التعليم وأضافوا أن وعورة الطرق حرمت الكثير من الأبناء والبنات من إكمال تعليمهم في أغلبية قرى الصهاليل كالقرنة والضيعة وجبل حلبان وجبل الشديد الذين يسكنون على قمة تلك الجبال وظل قدرهم ألا يحلم أبناؤهم بأبعد من رعي الأغنام لأنهم لا يملكون الإمكانيات الكافية لإرسالهم إلى مدارس قريبة أو بعيدة. وأبانوا أن مطالبهم في افتتاح مدارس في تلك الجبال لم تحرك ساكنا تجاه حل جذري يبشرهم بملامح مستقبل مشرق. وطالب الأهالي بإنشاء بلدية مستقلة لقرى الصهاليل التي تتبع بلدية محافظة هروب، والاهتمام بالنظافة والإنارة ووجود عبارات إرشادية في الأودية ومصارف لدرء السيول، وإقامة مشاريع سياحية بالاستفادة من الطبيعة الخلابة في مناطق مثل الغمرة، غزو، الفقع، جبل الشديد، الغيرة، الحيفة، النبد، وساع، حيث تتمتع هذه المناطق بأجوائها الرائعة وطبيعتها الساحرة التي جعلت منها مقصدا للزوار من كافة مناطق المملكة حيث يوجد بها العديد من الصخور المنحوتة، كما طالبوا بإيجاد مركز للدفاع المدني. مكتب للضمان ومن الخدمات الضرورية التي ناقشها المجلس البلدي بالصهاليل فتح مكتب ضمان يخدم المحتاجين والفقراء وكبار السن، إلا أن رئيس مركز الصهاليل مقعد السبيعي أكد لنا أن المجلس ناقش ذلك أكثر من مرة دون جدوى أو صدى لأصوات هؤلاء الفقراء الذين يكابدون الحياة من أجل لقمة العيش. ويعاني الشباب الذين لم ينالوا حظاً من التعليم كمحمد بن يحيى الصهلولي وسعيد علي الصهلولي من صعوبة الحصول على وظائف تعينهم على مواجهة أعباء الحياة ومساعدة أهلهم الفقراء. وقال رئيس مركز الصهاليل مقعد بن محمد السبيعي إن موضوع المياه تمت مناقشته في المجلس البلدي ومن ثم رفعه لمحافظ العيدابي ولم يردنا شيء بعد لهذه المشكلة التي لازمت أبناء الصهاليل لسنوات عدة. من جانبه، أكد ل «عكاظ» المهندس حسن أبو طالب رئيس بلدية هروب إلى أن هناك سفلتة تحت التنفيذ الآن مع إنارة تشمل كل من السرب ووساع وسوف تكون شاملة لكل الأحياء، وهناك مشاريع خدمية في ميزانية هذا العام لمشاريع عدة في جبال الصهاليل وسوف يتم تنفيذها قريبا. كما أكد ل «عكاظ» المهندس ناصر الحازمي مدير إدارة الطرق والنقل في جازان أن هناك مشاريع تم اعتمادها وسوف تخدم أبناء الصهاليل وتخفف من معاناتهم. وأضاف أن وزير النقل وقع قبل أسبوعين مشروعا بقيمة 80 مليون ريال وهو عبارة عن طريق يربط قرية السرب مرورا بقرية وساع حتى الأودية بنهاية مركز عمود وأنه الآن تحت التنفيذ.