فتحت الحادثة التي تعرضت لها أسرة الطفلة فايزة القيسي في جبال قيس التابعة لمنطقة جازان، ملف الطرق الوعرة التي تتربص بسكان القرى الجبلية في كل من الريث، بني مالك، قيس العبادل، هروب الصهاليل، وبني تليد وغيرها العديد من القرى التي لاتزال طرقاتها وعرة وخطرة وغير مهيأة بالشكل المناسب لعبور السيارات، فضلا عن عدم مقدرتها مواجهة السيول والأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة ككل، ما جعل العديد من سكان هذه القرى يعملون بجهود ذاتية لمحاولة صيانة هذه الطرقات بعدما تجاهلت الجهات المعنية مطالبهم وشكاواهم المتعددة. يقول سلمان علي الجابري «أنا من سكان قرية خطو السري ولقد تعبنا من مراجعة فرع الطرق في جازان والشركة المنفذة لطريق القرية للمطالبة بصيانة الطريق الذي أصبح المرور فيه مستحيلا, وبعد أن مللنا من المراجعة والمطالب المتعددة, تحرك الأهالي لإصلاح الأجزاء المتضررة بجهود ذاتية وعلى حسابهم الخاص, من خلال رص الأحجار وصب الاسمنت عليها". وأضاف بالرغم من قصر مسافة الطريق إلا أن الشركة المكلفة بدراسته من قبل الطرق أن أكدت تكلفته ما يقارب الأربعة ملايين ولكن لم يتم تنفيذه, والآن تكاد الشركة التي نفذت الطريق تنتهي من تنفيذ مشاريعها في المنطقة وإذا ما حصل ذلك فإننا سننتظر عشرات الأعوام لتسوية وسفلتة الطريق بالشكل المناسب». وأشار جبران مفرح الجابري, إلى أن السيول والأمطار الغزيرة تقطع طريق القرية, وتجعل السكان في عزلة تامة لمدة طويلة لعدم وجود فرق صيانة من فرع الطرق في جازان لصيانة الطريق وإعادة فتحه. وقال كلما راجعنا فرع الطرق في جازان لتنفيذ مشروع لصيانة الطريق يوجهون خطابا لإحدى الشركات الخاصة بطلب لتسوية وصيانة الطريق إلا أنها ترد دائماً تنفيذ الطريق لم يسند إليها, ما جعل الأهالي كبيرهم وصغيرهم يصلحون الطريق بجهود ذاتية ما كبدهم خسائر مالية فادحة, والآن ونحن على وشك دخول موسم الأمطار فإن السيول ستعيد الطريق إلى سابق عهده. وطالب فرع الطرق في جازان بالعمل بشكل عاجل على تسوية وسفلتة الطريق قبل جريان السيول وهطول الأمطار الغزيرة على المنطقة, وصيانته دورياً. واستغرب سلمان سالم الجابري, من استلام فرع الطرق للطريق من الشركة المنفذة له وهو بهذه الدرجة من السوء, وقال كان من الأولى عدم استلام الطريق وإعادته إلى الشركة المنفذة لتنفيذه بالشكل المناسب. سلمان حوذان الجابري يقول «سبق أن رفعنا أكثر من شكوى وطلب لتسوية وسفلتة طريق خطو السري والحريقة ولكن مطالبنا ما إن تصل لفرع طرق جازان تختفي ولا نعلم مصيرها حتى الان». وأضاف يعاني أهالي الحريقة وخطو السري عند انقطاع هذا الطريق, ما يحرم الطلاب من الوصول إلى مدارسهم والمرضى من الوصول للمستشفى العام في المحافظة, مطالباً مدير عام طرق جازان بزيارة عاجلة للطريق للوقوف عليه ووضع الحلول اللازمة التي تنتهي معاناة الأهالي. يقول عبده يحيى الودعاني "عندما استلمت الشركة طرقات عديدة في جبل سلا قبل ثلاثة أعوام ستبشر السكان خيراً, ولكنهم صدموا باكتفاء الشركة بتسوية الطرق فقط دون سفلتة أو تعبيد بالرغم من الأمطار الغزيرة التي تشهدها المنطقة سنوياً ويجب من الجهات المعنية العمل على تنفيذ مشروع لصيانة وسفلتة الطريق قبل هطول الأمطار وجريان السيول. من جانبه، أكد مدير إدارة الطرق في جازان المهندس ناصر الحازمي, أن الوزارة ستنفذ قريباً العديد من المشاريع الضخمة للمناطق الجبلية في كل من العرضة والكعوب وجبال العبادل وجبل سلا وقيس وستخدم هذه المشاريع سكان المناطق الجبلية.