الخبير هو الذي يعرف أكثر وأكثر عن أشياء أدق وأدق، حتى يصل إلى أن يعرف كل شيء عن لاشيء، هذا ما قاله السيد إدوارد مورفي، في نظرياته العلمية وهو ضابط مهندس برتبة نقيب في الجيش الأمريكي في العام 1949. تذكرت هذه النظرية التي دونها السيد مورفي، عندما شاهدت التحولات الكبيرة والسريعة فيما يحدث داخل نادي النصر، إدارة، شرفيين، إعلاما، وتحولهم لخبراء، بل بيوت خبرة إن صح التعبير، فالإدارة تعرف أكثر وأكثر والشرفيون عن أشياء أدق وأدق والإعلام يعرف عن كل شيء عن لاشيء. الخبير الذي يحتاجه النصر الكيان هو الشخصية القادرة على احتواء واستيعاب الجميع باختلافاتهم، صراعاتهم، تناقضاتهم، تناحرهم، وإيقاف كل أوجه وأشكال العنف اللفظي، الذي يضيف مزيدا من الانشقاق والاحتقان والتفرقة والشتات، ويستنزف الكثير من الاستقرار والثبات اللذين عاش فيهما النادي طيلة الموسمين الماضيين. الجميع يتفق بمن فيهم الإدارة على وجود الكثير من الأخطاء الإدارية والفنية والمالية التي واجهت الفريق بدليل اعتراف الرئيس الشاب بسلبيات سقط ضحيتها بمسببات كثيرة، وهناك خبراء في ذلك لا أود تعدادهم حتى لا أسقط في فخ الخبراء الجدد. في البرامج الحوارية الرياضية شاهدنا ألسن الخبرات النصراوية الناقدة تحلل وتهاجم وتقلل بطريقة هشة يتحول الحوار الهادف والبناء إلى حوار مطاطي . في المنتديات تحول الجميع لخبراء متعمقين بمعرفة أدق التفاصيل نقاشات حادة تصل لأقصى درجات الغليان، البعض منها يطالب برحيل فوري، وأخرى منشغلة في ثلاثية الجار الثقيلة. في المقالات والتقارير شاهدنا العجب العجاب تحولات كبيرة في الرأي وطريقة استعراض المضمون . والضحية من كل هذا وذاك هو النصر فقط، الكل يريد أن يكون الخبير الذي يحق له ما لا يحق لغيرة . في الهلال هناك رجالات تستوعب خلافاتهم واختلافاتهم في لمح البصر . وفي الأهلي يقف سمو الأمير خالد بن عبد الله أمام كل التيارات الصديقة والمنافسة لحماية لحمة الراقي . وفي الاتحاد هناك عقلاء يتعاملون مع خلافاتهم بلغة الإنجاز والانتصار والمال . لكن في النصر لازال المكان شاغرا وفارغا ينتظر طوق نجاة تنقذه من حروبه الأهلية الحارقة. النصر بدون حسابات الإخفاق والفشل ولاعقوبات وتقييمات العمل بأمس الحاجة للاستقرار من أهل الدار . وسط الميدان تألمنا من لغة الهجوم الموحدة والاتهامات المفبركة التي طالت مدير الكرة، بدون ثوابت واضحة ولا شواهد تدلل وتبرهن. النصر بحاجة لكل النقاشات،الحوارات،الخلافات،الاختلافات، وحتى الاتهامات لكنها يجب أن تكون داخل البيت النصراوي. جماهير النصر تتعامل بذكاء ودهاء مع كل الممارسات والهجمات التي تدار بعناية فائقة بهدف نزع الثقة والحب المتبادل بينها وبين إدارتها . آخر الميدان جماهير النصر تجيد لعبة الشطرنج، فهي تعرف جيدا متى تحصن ناديها من الهجوم . [email protected]