وصف قائد أوركسترا الوحدة في عهد سابق حاتم خيمي وصول فريقه إلى هذا الدور المتقدم من كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال بالإنجاز، رغم أنه يلعب بالفريق الأولمبي ودون لاعبين أجانب. خيمي ظل واقعيا وهو يتحدث عن مرور «فرسان مكة» من قبضة ثالث الدوري (الاتفاق) بفوز صريح في لقاء الذهاب وحضور «مجنون» في لقاء الرد في الدمام بين أنصار فارس الدهناء ودعم الأرض، مشيدا بدور مدرب الفريق وحماسة اللاعبين. وقلل من تأثير الجماهير على هؤلاء الصغار في لقاء العودة أمام الأهلي في نصف نهائي هذه البطولة، ووصف تعادل الأهلي بأنه حدث لقلة عامل الخبرة في الفريق. حاتم المحاضر الجامعي عاد لملعب الكرة، غير أنه راوغ وهو الإعلامي الأكاديمي، أراد أن يبقي فريقه بعيدا عن أعين الترشيحات وتطرق لبعض الأمور الوحداوية. • هل تتفق معي أنكم تأهلتم بضربة حظ أم ماذا؟ - بالتأكيد لن يكفي الحظ لتحقق إنجازا، دون تخطيط مسبق، رغم إيماني أن للحظ دورا في كل شيء، وكرة القدم تعطي من يعطيها، وبالتأكيد لن يكون وصول فريقنا «الشاب» لهذه المرحلة عبر (زلاجة) الحظ، فالاتفاق فريق كبير ولعب أمامنا في اللقاءين بكل قوته، وبلاعبيه الأجانب وبخبرته وبكامل ثقله وبمدرب خبير ومتمرس وهو ثالث الدوري. • أيعني أنها (سطوة) وحداوية على الاتفاق؟ - ليس ثمة سطوة بالمعنى الدقيق في كرة القدم، ولكنه الإصرار، إضافة للجهد والعطاء وحينها يتمكن الإنسان من التفوق، وقد علمتنا الكرة أن الرد يكون بقدر العطاء، وفي لقاءي الاتفاق في مكةوالدمام أعطينا الكرة ما تستحق، رغم الأخطاء التي ساهمت في هدف الاتفاق التعادلي، والأهداف التي ولجت مرمانا في الدمام في لقاء الرد ولكن كل ذلك ذاب أمام حماسة لاعبينا ورغبتهم في التفوق، وقد علموا ما يريدون من اللقاءين وتحقق لهم ذلك بفضل من الله. لا مجال للسطوة • للمرة الثانية يصل الوحدة إلى موقعين مهمين في سلم المنافسات عبر الاتفاق؟ - ربما الصدفة وحدها، ولكني ألوم الاتفاقيين حينما رددوا مرتين أنهم متأهلون عبر فريقنا، وحدث العكس، والأمنيات أن يستطيع فريقنا الوصول إلى أبعد من هذا المشوار. • هل تظن أنكم فرطتم في لقاء الذهاب أمام الأهلي؟ - هكذا تقول الحسبة الأخيرة للقاء، نعم خسرنا بالتعادل أمام الأهلي، ولكننا ليس الفريق الذي يعلن الاستسلام. • إلى ماذا يعود هذا التعادل؟ - لاعبونا ظنوا أن اللقاء انتهى عند الدقيقة 85، رغم أننا نقول لهم المباريات لا تنتهي إلا مع الصافرة، وهنا مكمن قلة الخبرة. • وماذا عن لقاء الرد أمام الأهلي؟ - مثل لقاء الذهاب، ولن يختلف كثيرا لقاء هنا وآخر هناك، وكما يقال «الجيدة تفوز براعيها» سنحترم الأهلي ونعطيه حقه من الاستعداد بهذا الفريق الشاب، وسيكون اللقاء هدية كبرى لجماهيرنا، وأعترف أن طموحنا يتنامى بعد كل لقاء، وأشعر أننا نسصل إلى النهائي. • وماذا لو غادرتم؟ - تلك هي الكرة، ولكننا عازمون على الوصول للنهائي إن شاء الله، وأتمنى أن أكون موجودا لأكون مع اللاعبين في هذا اللقاء. • ولماذا تغيب؟ - سأغادر إلى أمريكا للدراسة، وقد أرجأت الأمر غير مرة، ولكنني على عجالة هذه المرة. أمل البقاء • هل جاء قرار اللعب بهذا الفريق الشاب بعد أحداث مباراة التعاون وما تلاه؟ - بالتأكيد كان قرار ما بعد مباراة التعاون قاسيا، والأمل كبير جدا أن يبقى الفريق في مكانه الطبيعي، ومن الظلم أن يهبط وصيف كأس ولي العهد، وأحد الأطراف الثابتة في نصف نهائي كبرى البطولات السعودية، وأمر مشاركة هذا الفريق جاء أولا لثقتنا في هؤلاء اللاعبين، ولأن الفريق الأول عاش أوضاعا نفسية سيئة للغاية، وهو يمثل الإرادة القوية في اتخاذ القرار وقت الأزمات. قلة الخبرة • ولكن خط الدفاع مشكلة كبيرة في هذا الفريق؟ - هناك خبرة تقل كثيرا عن نظرائهم الكبار، وهو قليلو خبرة، وأمامهم الكثير من الوقت ليتعلموا وتكبر ثقتهم في أنفسهم، ومع الأيام سيكونون نجوم فرسان مكة. • أيعني هذا أنكم لن تستعينوا باللاعبين الكبار في لقاء الرد؟ - بالتأكيد .. لن يختلف وضع الفريق، وهؤلاء أهل لثقة الجميع، وسيثبتون أنهم خيار مهم في تاريخ نادي الوحدة، ولن نستهين بالأهلي، وهو الفريق المدجج بالنجوم المليء بالإبداعات، ولكننا (11) لاعبا وهم كذلك، وأعتقد أن اللقاء الأول أكد هذه الأبعاد، وفرحة الأهلاويين بالتعادل عادلت تحقيق البطولة. • سار فريقكم بعيدا عن الترشيحات أمام الاتفاق وفي لقاء الذهاب .. هل تسعون لذلك في المشوار القادم؟ - كل فريق من الأبطال ال (8) مؤهل لأن يكون طرفا في النهائي، وأمام الاتفاق سمعنا هذه (النغمة) وتعلل الاتفاقيون بأنهم صدموا بأن الوحدة لعب بالأولمبي، وفي اللقاء الثاني أجاد لاعبونا، وكدنا أن نصل للتعادل، بل أهدرنا بعض الفرص التي تصل بنا إلى الفوز، بما يعني أننا نتطلع لهدف ربما كغيرنا، ولن يكون طموحنا مجرد المشاركة بأي حال من الأحوال، ولن نترك تعب هذه اللقاءات الثلاثة يذهب سدى. تصميم كبير • ألا ترون بأن تسارع المكافآت قد يفقد هؤلاء اللاعبين حماسهم؟ - لا .. على الإطلاق، وهم يعون ما يجب فعله، ومصممون أن يكملوا المشوار إلى النهاية بإذن الله، والمكافآت حق مشروع لهم، بل يستحقون أكثر من ذلك. • إلى أي حد جاء البناء النفسي من مدرب الفريق بشير عبد الصمد للاعبيه؟ - بشير عبد الصمد رجل صارم، ويعمل بإخلاص وله خبرة عريضة مع اللاعبين الصغار، ومن هم في هذا السن، ووجد تجاوبا كبيرا من اللاعبين، ورغبة في العمل والوصول إلى أبعد حد يرضي جماهير الوحدة. • ألا تخشون على لاعبيكم من الحضور الجماهيري؟ - في لقاء الدمام احتشدت جماهير الاتفاق بشكل كبير، وتعامل لاعبونا مع الوضع بهدوء، ولم تكن للكثافة دور في الأهداف التي ولجت مرمانا، ووجدنا ترابطا من اللاعبين أنفسهم، حيث الدعم من الأكثر خبرة لمن هو أقل منه، وفي مكة أثبت لاعبونا أنهم رجال، رغم قلة الخبرة، ولو أن الكرة الثالثة ولجت مرمى المسيليم لقلت لك أننا في النهائي. • ألا تعتقد أن إجاباتك للمناورة؟ - الوحدة لم يعتد إغلاق تدريباته، وقد بات العالم اليوم (قرية صغيرة) والمعلومة لن تغيب عن أحد، وأعتقد أنك تفهمني جيدا، وفعلنا كذلك قبل لقاء الهلال في النهائي، وقد نفعل ذلك خلال قادم الأيام، قبل وبعد اللقاء الأول أمام الأهلي. • أيعني هذا أنكم ترفعون شارة التحدي؟ - شارة التحدي يرفعها لاعبونا أمام كل من ظن أنهم سيكونون صيدا سهلا في هذه المسابقة، ومتى أراد الله لنا النهائي سنكون فيه بإذن الله، ولن يقف في طريقنا أحد.