طالب إمام وخطيب المسجد الحرام الدكتور صالح بن عبدالله بن حميد، التثبت من بعض ما تنقله وسائل الإعلام، وما يكتبه الكتاب، وما تمارسه شبكات المعلومات، مشيرا إلى أن بعضها لا تخلو من الوشاية، والتحريف، والهمز، واللمز، وما يثير الفتن والنعرات الإقليمية والسياسية في أكاذيب وظنون لا تقف عند حد، مطبقة «الغاية تبرر الوسيلة»، معتبرا أن ذلك كله يدخل ضمن دائرة «النميمة»، موضحا أن النمام يفسد في ساعة ما يفسده الساحر في سنة، داعيا إلى التثبت والتريث عند سماع الحديث المنقول. وأكد في خطبة الجمعة أمس، أن النميمة رأس الغدر وأساس الشر، مشيرا إلى أن صاحب الوشاية لم يدفعه ذلك إلا العداوة والبغضاء، أو مشاركة أصحاب السوء ورفاق الرذيلة، أو التزين بالحديث في المجالس، من خلال التعرض لأعراض الناس أو التزين بالسوء بمن حكى عنهم ووقع فيهم. وقال ابن حميد، إن «الواشي ينسى نفسه، ويشغل بعيوب غيره، إن علم خيرا أخفاه، وإن علم شرا أفشاه، وإن لم يعلم شيئا امتطى مطية الكذب»، موضحا أن هؤلاء باعوا دينهم بدنياهم، فأرضوا الناس بسخط الله، فلا يعرف للشهامة سبيلا ولا للمروءة طريقا، مبينا أن النميمة مبنية على الكذب والنفاق، وتقع بين الأهل والأزواج، وتضرم النار بالبيوت العامرة وتنشر الفرقة بين الأسر الكريمة، وتوغر الصدور، وتقطع الأرحام، وتقع بين الموظفين والمسؤولين وأصحاب الأعمال بقصد الضرر والحرمان من المستحقات المالية والوظيفية.