قال البعض إن دوري زين اتسم بالضعف، لذلك كان الهلال وحيدا، وأبى الهلاليون تلك المقولة، واستفسروا عن عدم تمكن أي من الفرق في المنافسة إذا ما كان الدوري على حد الوصف ضعيفا. حقق الهلال دوري زين واصطاد قبله كأس ولي العهد وفرق النخبة «نائمة»، وحينما استفاقت كان الوقت متأخرا، وأصبحوا يلعبون في «الوقت الضائع» بعد أن حسم الهلال الأمر. كان الاتحاد الغائب الأبرز عن المنافسة بسبب إشكاليات تدريبية عصفت بالفريق وجعلته متفوقا ولكن ب «التعادلات» التي كانت أشبه بالخسائر. لم يرض «نور ورفاقه» ذلك الغياب، وأبوا إلا أن يكون لهم حضور يوازي ذلك الاختفاء إن لم يتعداه، فاختاروا أن يكون الحضور اللافت عن طريق الفريق اللافت، ليتم إرضاء العشاق بالطريقة التي تستهويهم. من جهتها لم تجد الإدارة الاتحادية أفضل من «الداهية» البلجيكي ديمتري، ليعيد الروح الاتحادية الغائبة، خاصة أنه المدرب الأحب لدى جماهير الإتي ولاعبيه. كان التحدي أكبر من مجرد ثلاث نقاط، لأن إرضاء الاتحاد لجماهيره لن يأتي سهلا ولن يمر على الهلاليين بسهولة، والسبب أنه يعني «ضياع الحلم الأزرق» وأي حلم، لأن التحدي جاء هذه المرة خارج الوصف .. خارج التعليق .. خارج الحدود. بلغ الاتحاد والهلال دور ال16 من بطولة أكبر قارات العالم «آسيا»، وكان لزاما أن يتنازل أحدهما عن «كرامته الرياضية» للآخر، ويقول له «أعترف .. أنا لست ندا لك».. جاءت المباراة على أرض جدة التي تلعب لصالح العميد .. وقد تلعب ضده إذا ما قسناها بالضغط الجماهيري .. وكان الموعد المنتظر. جاءت المباراة تحمل في ثناياها قبل أن تبدأ، تحفز هلالي لإضافة لقب هو الأهم لهم من سنين، مرض يصيب «محرك» الاتحاد نور لم يمنعه من التواجد، حضور جماهيري حاشد غطى استاد الأمير عبدالله الفيصل، صراع إعلامي يسبق الحدث. ومع بداية المباراة فرد الاتحاديون عضلاتهم، ولم يسمحوا للزعماء بالتنفس ولو للحظة، وكأنهم جمعوا «قهر الموسم» ليرموا به في تلك الليلة. كان ذلك المريض المدعو «محمد نور» أكثر من أدى .. أكثر من أبدع وأكثر من أخلص للشعار، بينما لاعبو الهلال غدوا أشباحا تغطي الملعب دون إيجاب، ليخرج الزعيم مثقلا بهزيمة قاسية بلغت 3 أهداف أنسته فرحة الألقاب التي حصدها. تأتي بطولة كأس الملك بالخبر الهام «الاتحاد يواجه الهلال في دور ال 4 ذهابا وإيابا، يبدأ في الرياض وينتهي في جدة، لتبدأ رحلة التحدي من جديد، بين «نمور جدة» و «حيتان الرياض». يبدأ الهلاليون التحدي باللعب على الأمور النفسية من خلال نقل مباراة الرياض من استاد الدرة إلى استاد الملز، ظنا أن النقل سيربك الاتحاديين باختلاف الأرض. وفي أرض الملعب الهلالية هذه المرة يبدأ النزال في ليلة ينتظر فيها الملأ «خسوف القمر»، يمارس الاتحاديون ضغطهم المفاجئ على محيط الهلال، وينثر نور ورفاقة إبداعاتهم التي تنفجر مع الدقيقة السادسة، بهدف لا يسجله إلا مبدع اسمه زيايه الذي ظلم كثيرا، ونجح أخيرا ليبدأ بعده الطوفان الأصفر، ويتمكن لاعبو الاتحاد من مسح اللون الأزرق عبر 3 أهداف نظيفة يعلن بعدها نور ورفاقه «خسوف الهلال».