تأجيل ال«كلاسيكو».. بسبب الخسوف

ينتظر أن تصدر لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم اليوم قرارا بتأجيل مواجهة الهلال والاتحاد المقرر إقامتها الأربعاء المقبل في ذهاب الدور نصف النهائي من مسابقة كأس خادم الحرمين الشريفين، على أن تلعب بعد ذلك بيوم أو يومين، بسبب تزامن موعدها مع خسوف القمر.
طالب العميد السابق لكلية الشريعة بالرياض الدكتور سعود الفنيسان من جهته المسؤولين عن الرياضة السعودية بتأجيل مباراة القمة التي تجمع الاتحاد والهلال. وقال الفنيسان إن المباراة يجب أن تؤجل بغض النظر عن أهميتها، لأن الخسوف يقصد به تخويف العباد، واستشهد بما حدث في عهد الرسول عليه الصلاة والسلام حين كسفت الشمس ففزع وفزع المسلمون معه وخرجوا مسرعين إلى المصلى، وأضاف «حتى إن رسولنا الكريم من شدة الفزع سقط عنه رداؤه ولم يشعر به وحين وصل إلى المصلى نادى الصلاة جامعة» فعلى المسلم إذا حضر الكسوف أو الخسوف أن يسارع إلى الصلاة المشروعة في هذا الجانب ولا ينشغل في اللهو واللعب».
وعما إذا كان بالإمكان تأخير انطلاقة المباراة حتى انقضاء الخسوف، أوضح «إذا لعبت المباراة في موعد يتزامن مع الخسوف فيجب أن تقام في وقت آخر لا سيما أننا عرفنا أن هناك جماهير تحضر للمباراة مبكرا وقد لا تخرج من المدرجات حتى إن حضر الخسوف لكيلا تشاهد المباراة وانطلاقا من ذلك أطالب بإلغائها وإقامتها في موعد آخر». منوها أنه لا يستطيع نطق حكم في حالة إقامة المباراة ولكن لا ينبغي أن تقام المباراة اقتداء بسنة الرسول.
وفي السياق ذاته اتفق الكاتب والناقد الرياضي صالح الحمادي مع ما تفضل به الفنيسان، وناشد الرئيس العام للموافقة على التأجيل، مشيرا إلى أن الوقت الأنسب هو إقامة اللقاء الخميس أو الجمعة، خصوصا أن تأجيلها يوما أو يومين لن يؤثر على الفرق؛ لكون المسابقة هي الأخيرة في الموسم الرياضي المحلي «لقد وصلتني العديد من الرسائل والاتصالات التي تطلب مني إيصال ذلك إلى الرئيس العام في تأجيل المباريات إلى يوم آخر؛ تماشيا مع سنة رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم وأضاف «سبق أن تم تأجيل مباريات في مناسبات رياضية مختلفة ويفترض بل يجب أن تؤجل هذه المباريات فالمباراة تأتي في إطار التسلية وعلينا ألا نشغل أنفسنا ونشغل الملايين من المتابعين بكرة القدم السعودية ومباريات الهلال والاتحاد».
وأكد الحمادي أن الكثير من المباريات أجلت بسبب هطول أمطار قوية أو عاصفة ترابية، ولذلك فإن تأجيلها هذه المرة بسبب خسوف القمر أمر لا بد منه «مثلما يحدث في العادة حين يؤجل لقاء أو تؤجل انطلاقة بطولة بسبب هطول أمطار قوية أو مرور عاصفة ترابية أو وفاة مسؤول فإنه يفترض أن تؤجل هذه المباراة ليوم وتقام الخميس لا سيما أنه موعد مناسب للجماهير الرياضية على أن تقام المباراة الأخرى الجمعة».
يذكر أن سماء المملكة والوطن العربي تشهد مساء الأربعاء المقبل، خسوفا كليا نادرا للقمر، لم يسبق حدوثه منذ 40 عاما. وبين رئيس الجمعية الفلكية المهندس ماجد أبو زاهرة، أن هذا الخسوف النادر حدث في سماء المملكة آخر مرة في 14 جمادى الآخرة 1391ه، فيما كان آخر خسوف مثله شهدته الكرة الأرضية ولم يكن مشاهدا في المملكة في عام 1421ه.
وقال أبو زاهرة إنه سيبدأ دخول القمر منطقة شبه ظل الأرض عند الساعة 8:24 مساء بتوقيت مكة المكرمة، وهذه المرحلة لا يمكن ملاحظتها بالعين المجردة، حيث إن القمر لم يدخل في خسوف، وأشعة الشمس لا تزال تصل إليه، يعقب ذلك بداية الخسوف الجزئي عند الساعة 9:23 مساء، وتعد هذه المرحلة مهمة حيث يتم خلالها القيام بالتعرف على شكل الكرة الأرضية من خلال ظلها الساقط على القمر، فالراصد سيلاحظ أن الظل الساقط على القمر حافته مقوسة، ويبدأ بعد ذلك الخسوف الكلي عند الساعة 10:22 مساء.