ما بين تسلط بعض الآباء على بناتهم واضطهاد الأزواج، قصص وحكايات يومية لا تنتهي، بطلتها الأولى والأخيرة المرأة، عدد من النساء المعنفات والمضطهدات أسريا، تحدثن عن معاناتهن ل «عكاظ» وبين أن لجوءهن إلى الزواج لم يكن نقطة تحول في حياتهن، واصفات زواجهن بالفشل وأن اضطهاد الازواج لهن أشد ضراوة من تسلط آبائهن. حميدة (28 عاما) وافقت على أول متقدم لخطبتها رجل يبلغ من العمر 60 عاما، لاسيما أن والدها لا يرغب بوجودها في المنزل، فهو رجل مزواج، «يحب الحياة لكنه لا يحبني» حسب قولها، هكذا بدأت حميدة كلامها قائلة «اضطررت للموافقة على أول متقدم لخطبتي فأنا فتاة بسيطة تنقصني مؤهلات كثيرة تكون غالباً موجودة لدى الفتيات، وعانيت كثيرا من حياتي مع والدي ومن النساء اللاتي يتزوجهن ويطلقهن بين الفينة والفينة، اخترت الزواج على الرغم من فارق السن بيني وبينه، خرجت من سجن ودخلت إلى سجن آخر فزوجي لا يريدني أن أخرج خارج المنزل، ووسيلة اتصالي الوحيدة هي التلفاز وأقضي أغلب يومي في المشاهدة». استيلاء على الراتب أما نادية (35 سنة) موظفة احتدم الصراع بين والدها وزوجها فكانت هي الضحية، تروي قصة معاناتها قائلة «يريد والدي الاستيلاء على الراتب الشهري على الرغم من حالتنا المادية الصعبة، حيث إن زوجي عاطل عن العمل، وقد وافقت على الزواج منه بعد أن بلغت سن اليأس، وبعد صراع دار بين والدي وزوجي حول راتبي رفض والدي قطعيا أن يستفيد زوجي، فكان يأتيني كل بداية شهر حين نزول الراتب ليأخذه كاملا ولا يترك لي وزوجي إلا مبلغا بسيطا يكاد يكفي لشراء بعض الحاجات الضرورية، فغضب زوجي من تصرف والدي واضطر إلى طلاقي بعد 5 أشهر من زواجنا». زواج قسري منال لا تختلف قصتها عن قصة قريناتها المعنفات نفسيا إلا أنها أشد إيلاما منهن، فقد أرغمها والدها الزواج من رجل أكبر منها سنا بسبب ثرائه، وتقول «كان يتلذذ بضربي على أبسط الأشياء، لجأت إلى والدي أكثر من مرة لإنقاذي من تسلطه وأن يطلقني منه، إلا أن والدي في المرة الأخيرة هددني بأنه لن يستقبلني في منزله مرة أخرى، فلم أجد غير الرضوخ لتسلط الزوج خاصة بعد أن علمت أنني حامل». مفاهيم خاطئة من جانبها، حذرت الأخصائية النفسية فاطمة المرهون، من التعامل بعنف مع المرأة سواء كان من والدها أو زوجها، فهي أولا وأخيرا كيان أنساني يجب احترامه، فالله سبحانه وتعالى كرم المرأة وأعطاها كافة حقوقها المشروعة، وليس للأب أو الزوج الأحقية في ظلمها، خاصة أن هناك الكثير من المفاهيم الخاطئة الخاصة بالرجولة المنتشرة لدينا، مثل الاستبداد بالرأي والتصرف في جميع شؤون المرأة بدون أخذ مشورتها سواء في الزواج أو في أي أمر آخر يتعلق بخصوصياتها، فهي من الأمور الشائعة في مجتمعنا. وأضافت المرهون في حديثها ل «عكاظ» أن الآثار المتراكمة الذي تتركها الضغوطات النفسية على المرأة تؤدي إلى عدم استقرار حياتها وبالتالي إلى دخولها في حالة من الصراع النفسي بين ما تريده هي وما يريده زوجها، والتي غالبا ما تظهر على شكلين أما بالتمرد أو الخنوع. وشددت على مراعاة نفسية المرأة خاصة أن الكثير من النساء المعنفات سواء من الزوج أو الأب يدخلون في حالات صراع نفسي يصعب علاجه كون هذين الشخصين يعتبران من أقرب الأشخاص إلى قلب المرأة فبالتالي الضغوطات النفسية تفقدها ثقتها بالآخرين مما يسبب لها خوفا دائما وعدم ثقة بأي شخص.