تعتبر قرية «شقري» من القرى الواقعة على الطريق الساحلي الذي يربط مدينة تبوك بمحافظة ضباء وتبعد عن مدينة تبوك حوالي ال «85 كم» ويقسمها الطريق الى قسمين. «عكاظ» قامت بجولة على هذه القرية والتقت بساكنيها الذين رحبوا بمقدمنا اليهم متأملين في إيصال أصواتهم للمسؤولين بعد أن باتت لغة الخطابات والمعاريض لا تأتي بثمارها. قرية شقري يعود تاريخها الى القدم حيث كانت هذه القرية هي موردا للمياه وتوجد بها آبار ارتوازية للمياه وبها مزارع كان يقصدها البدو الرحل والمجاورون للاستزادة من المياه. ويتطلع سكانها والبالغ عددهم أكثر من ثلاثة آلاف نسمة وأكثر من خمسمائة منزل لإيجاد مركز قروي لخدمة القرية حيث بات البعوض والحيوانات القارضة تجاورهم في مساكنهم وذلك لتجمع النفايات من جهة، وقيام بعض أصحاب المحطات بترك مياه الصرف الصحي في الأراضي الفضاء المجاورة لهم دون وجود رقيب عليهم، ما تسبب في الروائح الكريهة وانتشار للأوبئة جراء ذلك. وطمح بعضهم الى سفلتة الطرق الداخلية للقرية وإنارتها وذلك بعد تزايد السرقات واحتراف اللصوص للسرقة التي طالت منازلهم وأغنامهم وكوابل الكهرباء حتى وصل بهم الحال الى سرقة مكيفات المساجد. وباستعراض الخدمات الحكومية، يوجد بالقرية مستوصف صحي يفتقر الى وجود الممرضات في حال مراجعة النساء للمستوصف، خصوصا الحوامل والتي يردن متابعة حملهن فالمستوصف يفتقر الى تقديم هذه الخدمة الصحية لهم، ما يكلف الحوامل عناء السفر الى مدينة تبوك أكثر من 170 كم ذهابا وإيابا لمتابعة الحمل. وتفتقر هذه القرية الى وجود مركز للهلال الأحمر خصوصا ما تشهده هذه القرية من حوادث مميتة كون ان الطريق هو طريق سريع وتسلكه السيارات الكبيرة والصغيرة والشاحنات مطالبين بإيجاد فرقة للهلال الأحمر تكون على أهبة الاستعداد لتلبية أي حادث. كذلك لاتوجد أي فرق للدفاع المدني بالقرية وفي حالة حدوث أي أمر يستدعي تدخلها فإنهم ينتظرون حوالي الثلاث ساعات لوصول الفرق من مدينة تبوك سواء أكانت الحاجة هي للحرائق المنزلية أو البترولية أو لفك احتجاز اشخاص علقوا في المركبات جراء حادث مروري. كما رصدت «عكاظ» تواجد عمالة وجدت من هذه القرية ملاذا وعملا لها بعيدا عن أعين الدوريات والجوازات وأصبحوا يديرون المحال التجارية والمطاعم دون وجود رقابة مهنية أو صحية عليهم. ويسلك طلاب الابتدائي يوميا طريق الموت على هذا الطريق حيث إن مدارسهم تقع في الجهة الأخرى من الطريق، ما يجبرهم على المرور عبر هذا الطريق في حالة هدوء وخلو الطريق من السيارات العابرة مطالبين نقطة الأمن المتواجدة في القرية بوضع نقاط تهدئة في الصباح وأخرى في وقت الظهيرة لضمان سلامة عبور الطلاب والطالبات من كافة المراحل الدراسية وضمان سلامتهم حتى وصولهم الى منازلهم وهم في أمان. المجلس البلدي من جانبه أوضح رئيس المجلس البلدي في تبوك المهندس جمال الفاخري بأنه تم زيارة قرية شقري قبل مدة قريبة، وتم إعداد تقرير متكامل عن الخدمات التي يحتاجها السكان وتم الرفع بها الى أمانة المنطقة. صحة تبوك وأما فيما يخص طلب ممرضات في المركز الصحي أوضح الناطق باسم صحة تبوك عودة العطوي بأن المركز بحاجة الى كادر نسائي صحي يقمن بخدمة مراجعات المركز وأصبح الآن التعيين من الممرضات السعوديات في القرى والمراكز والهجر، بعد أن يتم استكمال الحاجة منهن في المستشفيات الداخلية والمراكز الموجودة في مدينة تبوك. مجتمع القرية كان سكان القرية في القدم يقيمون أفراحهم بواسطة بيوت الشعر وتستمر مراسم الفرح لثلاثة أيام متواصلة ويتوافد المهنئون لهذه البيوت ويقدمون «المعونة» لأصحاب العرس وتتنوع هذه المعونات ما بين المعونات المادية ومعونات من الأغنام والإبل، وكانت بعض الولادات تتم في المنازل بواسطة سيدات طاعنات في السن أو ما يسمى ب«الداية» وبعد الولادة يعلن عن الولادة ويوضع علم ملون بالأبيض والأخضر للإعلان عن وجود أفراح بهذا المكان سواء اكان زواجا أو ولادة أو خلافه. ولازال بعض سكان القرية يقومون بعاداتهم القديمة في رعي الأغنام والإبل وهم يستمتعون بذلك وذلك لإعادة ما مضى من تاريخهم في وسط تقدم الحضارة المدنية ويقومون في نهاية اليوم بالتجمع في منزل أحدهم على شبة النار وتبادل الأحاديث ومن ثم يتناولون طعام العشاء المعد مسبقا من داخل البيت. كما لازال الموروث والألعاب الشعبية هي المسيطرة على أفراح هذه القرية مثل «الدحية، الرفيحي».