ظلت إدارة الدفاع المدني في العاصمة المقدسة وعلى مدى عشرة أعوام تنذر إدارة الأحوال المدنية في العاصمة المقدسة بأن مبناها آيل للسقوط ويجب إزالته، فيما تؤكد تقارير اللجان الهندسية في وزارة الداخلية في المقابل، أن المبنى سليم من النواحي الإنشائية وغير آيل للسقوط، ما أبقى المبنى على وضعه الراهن دونما إزالة، وهو الأمر الذي حدا بإدارة الدفاع المدني في الوقت نفسه لإصدار غرامة على أحوال مكة ضمن أربع إدارات حكومية أخرى في مكةالمكرمة بسبب الإخلال باشتراطات السلامة في مبانيها. جولة «عكاظ» داخل إدارة الأحوال المدنية في العاصمة المقدسة، كشفت عن حقيقة المبنى وآخر ما توصلت له الجهود الإدارية لحل مشكلته، فيما أوضح عدد من المواطنين عدة مسائل تتعلق بالمبنى والعمل داخله. حاتم الهذلي القادم من مدينة جدة هرب من طول مواعيد تجديد البطاقة لدى إدارة الأحوال في جدة المطبقة لنظام المواعيد، وأتى إلى مكةالمكرمة التي لا تتجاوز فيها مدة تجديد البطاقة أو إصدارها أكثر من ثمانية أيام، ولهذا أصبحت مكة مقصد كل من يبحث عن السرعة في إنجاز معاملاته. ومن ناحيته، وصف سامر الحلواني الوضع الراهن في إدارة الأحوال المدنية في العاصمة المقدسة في ظل وجود المبنى القديم ب الكسر الذي يشوه التحفة الجميلة، في إشارة منه إلى وجود المباني الجديدة لكثير من الأقسام عدا هذا المبنى، مضيفا «بغض النظر عن خطورة المبنى من ناحية السقوط أو غيره إلا أن المختص بهذا التقدير هم المتخصصون، ولكن من النظرة العامة لأي مراجع للإدارة بما فيهم العامة، يدرك أن المبنى لا يشعر المراجع بأنه ليس في دائرة حكومية لما فيه من التشققات والتكسير وانعدام النظافة، كما أنه يمثل مصدر خوف مستمر للمراجعين والموظفين لاحتمال سقوطه في أية لحظة إذا ما بقي الوضع على حاله». ويشير راشد ثوبان إلى ملاحظة أخرى في غاية الأهمية تتمثل في المحسوبية، والتي يرى أنها أصبحت تمارس علنا أمام جميع المراجعين، وعند مواجهة الموظفين بهذه الحقيقة يبررون هذا السلوك بأنه نوع من المساعدة، في حين أن هذه المساعدة المزعومة تتم على حساب مراجعين آخرين ينتظرون دورهم منذ ساعات الصباح الأولى، وفي ذلك إجحاف لهم، مقترحا رصد مثل هذه التجاوزات عبر كاميرا المراقبة أو غيرها من الوسائل، حتى يكون للنظام اعتباره وسريانه على الجميع. مصادر خاصة كشفت ل «عكاظ» أن إدارة الأحوال المدنية في العاصمة المقدسة تنوي تحويل المبنى القائم حاليا إلى موقع تاريخي بعد إدخال بعض التحسينات والترميمات الهندسية عليه، ما يشير إلى قدم المبنى وسيتم هذه خلال الفترة القادمة بحسب المصادر. وبين المصدر ذاته أن سبب بقاء المبنى على وضعه الراهن، يرجع إلى تأكيدات اللجان الهندسية في الوزارة، بأن المبنى سليم من النواحي الإنشائية ويتحمل عمره أكثر من العمر الافتراضي الذي ورد في تقرير الدفاع المدني في العاصمة المقدسة والذي جاء فيه من خلال الجولات الميدانية لفريق المسح ولأكثر من مرة أنه آيل للسقوط. من جهته، أكد المتحدث الرسمي باسم وكالة الأحوال المدنية في وزارة الداخلية محمد جاسر الجاسر أن الوكالة على اطلاع كامل بوضع المبنى وفق تقارير مفصلة، وسيتم حل مشكلته في القريب العاجل، مبينا أن تطبيق نظام المواعيد عمم في 46 موقعا، وهو الأمر الذي يتم البحث من خلاله عن إيجاد بيئة عمل منظمة خالية من التكدس والعشوائية، وكذلك القضاء وبشكل كامل على المحسوبية، لافتا أن نظام المواعيد سيأخذ في الاعتبار الحالات الاستثنائية والطارئة التي تنجز معاملتها على الفور وفق مسوغ نظامي مثبت، وتسهيل إجراءات تخليص المهام لدى الإدارة مثل إصدار «البرينت» للضمان الاجتماعي، وجار التنسيق لانتداب موظف من قبل الضمان لأخذ كافة البيانات عن الأشخاص، بحيث لا تكون هناك حاجة لمراجعة الشخص نفسه، وسيتم تعميم هذه التجربة على جميع الدوائر ذات الصلة بهذا الإجراء.