ضمن التحولات الجديدة في جامعة الملك سعود، عقد قسم اللغة العربية في الجامعة بالشراكة مع الغرفة التجارية بالرياض ووزارة التربية والتعليم ووزارة الثقافة والإعلام، ورشة عمل حول مهارات اللغة العربية في مجالات العمل، وذلك لمناقشة قضية بطالة خريجي أقسام اللغة العربية وتعثر الاستفادة منهم في مجالات العمل الملائمة، حيث يشيع بين الناس الاعتقاد أن خريجي أقسام اللغة العربية تضيق أمامهم مجالات العمل ومن ثم تقل فرصهم في الحصول على وظيفة. خريجو قسم اللغة العربية تكاد تنحصر سبل العمل المفتوحة أمامهم في مجالات تدريس اللغة العربية والتصحيح اللغوي للنصوص أو في شركات الإعلانات وفي الإذاعة والتلفزيون، وهي جميعها مجالات تتطلب إجادة اللغة العربية للنجاح فيها. لكن معظم الخريجين ليسوا كذلك، فكثير من الطلاب يتخرجون من أقسام اللغة العربية لا يتقنون لغتهم التي قضوا أربعة أعوام في تعلمها، والنتيجة هي أنهم لا يجدون ترحيبا بهم عند تقدمهم لطلب العمل! يتحدث الدكتور إبراهيم التركي في ورقته التي شارك بها في هذه الورشة، من خلال خبرة مباشرة وليدة عمله في مدارس أهلية، فهو يعمل نائب رئيس شركة مدارس رياض نجد ومدير عام مدارسها، فيذكر أن من بين عوائق توظيف خريجي اللغة العربية في التعليم الأهلي عائق الضعف في اللغة، البادي على غالبية المتقدمين للعمل، ويدلل على ذلك بقوله «وظفت (المدارس) في مدارس البنين (23) من خريجي اللغة العربية خلال العامين الماضيين لا يصلحون لتدريس اللغة العربية فدرسوا مواد إسلامية واجتماعية»، وهو لا يرى أن هذا أمر قاصر على التعليم وحده، وإنما هو يمتد أيضا إلى مؤسسات العمل الأخرى، يقول «حين نقارن هذا الوضع بالعمل الإعلامي الإذاعي والتحريري فإن عدم التمكن من اللغة يبقى العنصر العائق لتعيينهم». لم تظهر هذه المشكلة؟ لم يتخرج طلاب أقسام اللغة العربية أرباع وأنصاف متعلمين؟ أليست هذه مسؤولية المؤسسات الأكاديمية التي خرجتهم بعد أن أعطتهم (شهادتها) بأنهم مجيدون للغة! أليس من الأمانة ألا تقع المؤسسات الأكاديمية في مثل هذه الزلة الكبرى حين تمنح شهادتها لمن لا يستحقها فتسيء إلى اسمها وتغش المجتمع وتغش الطلاب أنفسهم حين (تورطهم) أمام جهات العمل التي تكتشف ضعفهم فتتلكأ في تعيينهم إن لم ترفض ذلك تماما! أما بعد، فإن أولئك الخريجين المتدنين في مستوى تحصيلهم اللغوي ما هم إلا ضحايا لتعليم رديء، ومن واجب المؤسسات التعليمية التي خرجت طلابا ضعافا أن تصحح خطأها، فتعقد بالتعاون مع مؤسسات العمل، دورات تأهيلية للرفع من مستوى تأهيل الخريجين اللغوي، سواء من كان منهم على رأس العمل، أو الذين ما زالوا يبحثون عن عمل، مع مراعاة أن تكون تلك الدورات متخصصة لتأهيل الدارسين بحسب مجال العمل الذي التحقوا به، أو الذي يودون الالتحاق به، فتكون هناك دورات تأهيلية خاصة بمعلمي اللغة العربية، وأخرى للمذيعين، ومثلها للعاملين في التحرير الصحافي أو في تدقيق النصوص وتصحيحها، أو في مجال الإعلان وهكذا، بحيث يضمن الارتقاء بمستوى الإتقان العلمي والمهاري في المجالات المطروحة. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة