حكمة الله سبحانه في الخلق وسلوكهم السوي أو المنحرف تتضح في هذه الآية الكريمة في «سورة البلد»، ومثلها ما ورد في آية أخرى «إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا». فالله سبحانه قادر على أن يهدي الناس جميعا، لكنه سبحانه أوضح لخلقه من الإنس والجن الأسلوب الذي يقود إلى الجنة، وذلك الذي يقود إلى الهاوية، وجعل الرسل والأنبياء والمهتدين مثلا يساعد على الوصول إلى جنة الخلد، بينما تعهد عدو الله إبليس بأن يكون قائدا (هو وأعوانه) إلى جهنم «فبعزتك لأغوينهم أجمعين إلا عبادك منهم المخلصين». إذن، فإن المرء أمامه طريقان يختار أحدهما ليقوده إلى مصيره الذي ارتضاه لنفسه: إما شاكرا فيكون من أهل الجنة، وإما كفورا ليكون من أهل النار، فإما يكون تابعا لأنبياء الله ورسله فله الخير أو يتبع الشيطان فيكون له الهلاك الأبدي. ويقول سبحانه في آية أخرى: «إن الله لا يظلم الناس شيئا ولكن الناس أنفسهم يظلمون». بالأمس، صدر قرار لهيئة كبار العلماء يوضح نوعا من السلوك الإنساني المنحرف الذي اتخذ منه الشيطان مدخلا لإضلال البشر ومن ثم قيادتهم إلى نار جهنم ذلك هو الانحراف نحو «الإفراط» وهو المبالغة في سلوك طريق كله مهالك وذلك هو تمويل الإرهاب. وهو قرار واضح وصريح مسنود بالأدلة من الكتاب والسنة يوضح أن «تمويل الإرهاب» مبالغة خاطئة فيما يظنه أتباع الشياطين نوعا من الجهاد. إن هذا القرار الذي صدر وأيده وبارك إصداره خادم الحرمين الشريفين يوضح بما لا يدع مجالا للشك أن المبالغة في العبادة لا تقل خطأ عن المعصية إن لم تكن المبالغة أخطر؛ لأنها تميل إلى فرض الاتجاه الخاطئ على الآخرين. فلو أن شخصا زين له الشيطان أن يصلي الفجر أربعا، أو الظهر خمسا فإن ذلك انحراف عن الهداية التي تقود إلى رضى الله ومحبته وستكون صلاته وبالا عليه. إن رئيس هيئة كبار العلماء وأعضاء الهيئة عندما أصدروا هذا القرار «ثم أيده قائدنا» ليضعون أمام الناس الأسلوب الأمثل للوصول إلى رضوان الله من خلال تبيان وسطية الإسلام وأنه قائم على أدلة واضحة في الكتاب والسنة تقود إلى الهداية، في حين أن الشيطان وأعوانه يختلقون ادعاءات تقود إلى الهاوية كأنهم بذلك يرون الطريق السوي مضاء واضحا سلس السلوك فيتركونه إلى طرق متعرجة فيها من المخاطر والمطبات والانحرافات ما يقود إلى جهنم. ومن ثم، فإن على دولة الإسلام قادتها وعلمائها أن يوضحوا ذلك وأن يعملوا على التنفيذ الفوري لتحجيم الغواية وتسهيل الهداية إلى جنات الخلد فمن اهتدى فلنفسه ومن ضل فعليها. فالحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنا لنهتدي لولا أن هدانا الله، وما لم نتعاون ونتكاتف على السير سويا لما يحبه الله ويرضاه، فإن عدو الله وعدونا إبليس سيكون هو الفائز.. وهو فوز ممحوق نهايته نار جهنم أعاذنا الله وإياكم منها. وبارك لنا في قادتنا وعلمائنا وألهمنا طريق الهداية. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 112 مسافة ثم الرسالة