كبارا أو شبانا، أسسوا ما يسمى بمواقف السيارات لينقلوا المسافرين بين جدةومكة، أو جدةوالمدينة أو أي مكان تود الذهاب إليه، سواء كنت مسافرا بالطائرة ولم تستطع اللحاق برحلتك أو ترغب أداء العمرة أو تود زيارة المدينة. وعلى اعتبار أن النقل هي الوسيلة اللوجستية الأولى في قطاع السياحة والتي يحتاجها أي زائر، يمكن القول أن «الكدادة» نجحوا إلى حد كبير في ذلك، حتى إن اختلفت أهدافهم. في مواقف المطار ومواقف البلد القريبة من ميناء جدة الإسلامي، إضافة موقف باب مكة هناك العشرات من الكدادة، ومعظمهم من معظم الشباب الباحثين عن مصادر للكسب المشروع وعدم التوقف انتظارا لوظيفة ربما تأتي بعد سنوات. يقول باسم السلمي خريج كلية الإدارة والاقتصاد من جامعة الملك عبدالعزيز «كنت أعمل خلال فترة الدارسة في نقل الركاب بين مدينتي مكةوجدة لتحقيق عائد مادي أستفيد منه أثناء الدراسة في تلبية احتياجاتي، خصوصا أن قيمة المكافأة لا تكفيني، مشيرا إلى أن العائد المادي مجز ويصل إلى أربعة آلاف ريال شهريا هو عائد أربع ساعات عمل يوميا، لكن المشكلة التي تواجه هي المخالفات المرورية. ويتواجد السلمي في الموقف منذ الصباح الباكر في حدود السابعة يصل ويبدأ في جمع الركاب ومن ثم الانطلاق ليتمكن من الوصول إلى المدينةالمنورة قبل صلاة الظهر، وتكون الاستراحة في انتظار العودة بنفس العدد من الركاب بعد صلاة العصر وتنتهي الرحلة بعد صلاة العشاء بقليل ليستعد ليوم جديد. ولأن السلمي يرى أن «الكدادة» عمل شريف وله عوائد جيدة وسيمكنه أخيرا من تحقيق أحلامه، يقول: لن تبلغ المجد حتى تلعق الصبر ولن تأكل الشهد حتى ترشح العرق، مستشهدا بدخل 500 ريال يوميا أي ما يعني 15 ألفا شهريا، وهو راتب يساوي راتب أحد كبار الموظفين على حد تعبيره . وعلى القرب من السلمي يقف عبدالعزيز الخرماني بجانب «حفلة نصف نقل»، مناديا على الركاب الراغبين الذهاب إلى الرياض، وهو يؤكد أن الدخل الذي يحقق من الحافلة في الرحلة الواحدة يوميا ربما يصل إلى أكثر من ثلاثة آلاف ريال، إذا توفر العدد الكامل وهو 50 راكبا. يقول الخرماني، وهو خريج معهد صحي، فضل الخروج من وظيفة لا توفر له سوى ثلاثة آلاف ريال «غالبا ما تكون عوائد الرحلة الواحدة ثلاثة آلاف ريال، فإذا استطعنا أن نحصل على 15 رحلة في الشهر، فإن الدخل يصل إلى نحو 45 ألف ريال شهريا». وفي موقف السيارات التابع لمطار الملك عبدالعزيز الدولي، تجد مهدي اليامي وهو طالب السنة الأخيرة في الجامعة حريص على معاملة ركابه والتودد إليهم، حتى يوصلهم إلى المكان المقصود. لكن مهدي، يطلب ممن يرغبون في الركوب معه أن يخبر حارس البوابة أنهم أقرباؤه، فهو يعمل في الموقف بشكل غير نظامي، والكثيرون لا يرفضون طلبه، خصوصا أن سيارته مريحة، كما أن البعض يعلم تماما أن هذا الشاب هو ضمن مئات أو عشرات أو آلاف من «الكدادة».