«لقد افتقدتك كثيرا واشتقت إليك، لأبث شكواي إليك»، بهذه الكلمات خاطب وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز محيي الدين خوجة الراحل محمد عبده يماني وهو ينظر إلى صورته في ليلة الاحتفاء به في نادي جدة الأدبي البارحة. الوزير خوجة الذي لم يتمالك مشاعره تأثرا بوفاة الراحل ومتأثرا قال للحضور: «عرفته عن قرب عندما كنت وكيلا للوزارة وهو وزير وكنت أبث إليه حزني وفرحي وأشياء خاصة لا أستطيع بثها.. وهما ثقافيا كنا نعيشه معا». وخاطب الحضور.. «استطاع الأديب الكبير الدكتور محمد عبده يماني أن يبكينا في مواقف البكاء وأن يفرحنا في مواقف الفرح، وأن يبث في نفوسنا ألوانا من العاطفة المشبوبة المصوغة باقتدار كبير، حتى أنها تصبح أدبا رفعيا يذكرنا بعبارات أمراء البيان في أدبنا المعاصر الذين مزجوا الدعوة والتاريخ بقدرات بيانية عالية». وأسر الوزير خوجة للحضور سرا عن الراحل قائلا: «أثر التضحية بموهبته في القصة والرواية إيمانا برسالته في بث روح التسامح والوسطية في المجتمع وأذكر أنني سألته: ألم تحن إلى الرواية والقصة؟ فقال لي: لا تثير مواجعي يا عبدالعزيز فأنا أشتاق إلى السرد والحبكة والعقدة ولكنني مهموم بأمتي وأبناء أمتي». حفل الاحتفاء الذي شهده وزير الثقافة والإعلام مستذكرا عبره مواقف الراحل وعطاءاته عند المعرض المصغر لكتبه والصور الفوتوغرافية التي علقت على جدران صالة النادي، قادت الوزير خوجة للقول: «مؤلفاته عن الإسلام والدعوة في أفريقيا باب فريد في مسيرته رحمه الله يستحق الدرس والبحث فله فيه صولات وجولات». رئيس نادي جدة الأدبي الدكتور عبدالمحسن القحطاني رحب بالوزير والحضور قائلا: أنا خجل من أن أتحدث عن قامة وقيمة أكثركم يعرفه أكثر مني». وأضاف «محمد عبده يماني علمنا كيف يدار الحوار وكيف تطرح الكلمة فأدب الإدارة وأدار الأدب بكل حنكة». الحفل الذي اختتم بإلقاء ورقتين عن الراحل ألقاهما عبدالله فراج الشريف والدكتور سعود المصيبيح، قدم خلاله وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة درع النادي لأسرة الراحل محمد عبده يماني قائلا: «أتمنى أن نبرز تكريمنا لأدبائنا الراحلين بطباعة أعمالهم ودراسة إبداعهم حتى تتعرف عليه الأجيال». وفي سياق متصل، قالت ل «عكاظ» ابنة الراحل فاطمة في ليلة تكريمه «كان أبي مفكرا ومنبع فكره قلبه الصادق ونواياه الحسنة، وكان يعتبر كل أبناء المسلمين أولاده، ويسعى لخدمتهم، وأديبا رغم مشاغله وأقرب صديق، وكان يتواضع لأفكارنا ويناقشنا في أبسط أمورنا باهتمام كبير وكان يدللنا بلا حدود، وأهم ما تعلمناه هو الصدق في محبة الله ورسول الله ومحبة آل بيته الكرام». وأضافت «نيابة عن أمي وإخوتي في هذه الليلة أقول «أبي لا أجد الكلمات التي أوفيك حقك بها فقد كنت أبا لي ولإخوتي كما كنت الصديق والحبيب ولكن عزاءنا الوحيد أنه ما قد رحل إلا وقد ألبسنا تاجا من الشرف والسمعة الطيبة والمحبة في قلوب الناس».