على صدر وادي العقيق الشهير إلى الشمال من محافظة الطائف بمسافة 65 كلم تقع قرية (عشيرة) والتي بحسب رئيس مركزها الشيخ عبدالرحمن بن حميد كانت مصيف المؤسس الملك عبدالعزيز رحمه الله ومستراحا له خلال رحلته من نجد إلى الحجاز وبالعكس خلال أيام الحج والصيف، ومن بعده الملك فيصل عندما كان أميراً على الحجاز حيث كان الطريق (الترابي) الذي يسلكه الملك عبدالعزيز وكذلك الملك سعود للحجاز يمر ب (عشيرة) حيث تنصب الخيام وتفد القبائل للسلام على المؤسس خلال فترة استراحته على ضفاف وادي العقيق في عشيرة. شهدت (عشيرة) زيارة الرحالة الأوروبي تشارلز مونتيجو عام 1888م وكذلك الرحالة الياباني ايجيروا ناكانو عام 1939م وكتب عنها في كتابه: (الرحلة اليابانية)، كما كتب عنها محمد حسين هيكل في كتابه: (في منزل الوحي) عندما زارها عام 1936م، وحديثاً زارها عام 1422ه الملك عبدالله بن عبدالعزيز عندما كان ولياً للعهد، كما شهدت العام الماضي زيارة الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكةالمكرمة التي وضع خلالها حجر الأساس للعديد من المشاريع. الطريق إلى عشيرة يتفرع الطريق الزراعي الذي يربط عشيرة بمحافظة الطائف من طريق الطائف/الرياض السريع قرب القرشيات، حيث يعود تاريخ إنشاء هذا الطريق إلى عام 1402ه، وهذا الطريق يربط الطائف بمركز المحاني، ورغم أن عشيرة تبعد عن طريق الطائف/الرياض السريع ب 21 كلم، إلا أن من يسلك الطريق الزراعي القديم عليه أن يقطعه في 40 دقيقة للكثافة الهائلة عليه من سكان عشيرة والمحاني ومنحة القثمة ومن يعملون فيها من سكان محافظة الطائف والمراكز المجاورة. خالد المقاطي يصف حجم المعاناة التي يتكبدها المسافرون على هذا الطريق، بأنه أصبح يشكل مصدر قلق يومي لهم، مشيرا للعديد من البرقيات التي رفعت للنظر في وضعه، غير أن الحال مازال على ما هو عليه في حصده المزيد من الضحايا في مشهد دموي لا يعلم أحد متى ينتهي. خزان الماء ولسكان عشيرة مع الماء حكايات، منها أن أول خزان وشبكة توزيع أرضية للمراكز الشمالية للطائف تم بناؤهما في عشيرة عام 1400ه، غير أن هذا المشروع بحسب حسن نوار قد توقف بعد بدايته بسنوات قليلة، ومع مرور الوقت تلفت الشبكة الأرضية والتي كانت لمنازل معدودة، وبعد أكثر من 30 عاما بات ينظر لهذا الخزان على أنه جزء من تراث عشيرة! ويشارك الرأي مطلق العتيبي بقوله نجلب الماء يومياً من أشياب الحوية وبأسعار كبيرة وقد تقدمنا منذ سنوات بطلب لفرع المياه في الطائف لإعادة تأهيل وتشغيل الخزان الموجود لدينا أو على أقل تقدير إنشاء نقطة توزيع وتعبئة الوايتات (أشياب) غير أن هذه المطالب لم تر النور حتى الآن. مطالب الأهالي سكان عشيرة عددوا جملة من المطالب التي يأملون أن تتحقق في قريتهم، منها مستشفى حكومي، فرع للبلدية، فك الارتباط مع بلدية السيل الصغير (55 كلم) وفك الارتباط مع محكمة السيل الكبير (60كلم)، محكمة شرعية، أندية رياضية للشباب، ملاه للأطفال، حدائق عامة، فرع للأوقاف والضمان الاجتماعي، كلية تربية للبنات، معاهد تدريب للشباب من الجنسين، فرع للمرور (رخص وسير وحوادث)، مركز للهلال الأحمر، دوريات أمنية، فرع لمكافحة المخدرات، فرع للأحوال المدنية والجوازات، فروع للمصارف المحلية وخصوصاً التي تتولى صرف الضمان الاجتماعي ومخصصات المعوقين وشبكة للهاتف الثابت.