من أهم أسباب تراكم كثير من مشاكلنا عدم وضوح الأهداف وآليات التنفيذ والالتزام ببرامج زمنية محددة لا يسمح بتجاوزها إلا لأسباب طارئة وقاهرة. كل مشكلة لابد من وجود حل لها إذا أردنا، لكننا نهدر الوقت في الحديث عن النوايا والآمال دون البحث عن الوسائل الصحيحة الكفيلة بتنفيذها إلى واقع.. سؤالي البسيط والمباشر: ألا تلاحظون نهجا مختلفا للتعامل مع القضايا تضمنه الأمر الملكي الأخير بخصوص توفير عدد كبير من الوظائف في خطوة غير مسبوقة للتعامل مع أزمة البطالة وتراكم الخريجين والخريجات في المنازل أسرى للإحباط الذي يقود إلى ما هو أسوأ ؟؟.. الأمر واضح جدا فقد تضمن الأمر العناصر اللازمة لتنفيذه، وهي تحديد الأهداف بدقة، والجهات المعنية بها، وآليات التنفيذ، والأهم تحديد المدة الزمنية لتنفيذ كل برنامج في الخطة العملية الطموحة التي تضمنها الأمر.. هنا تصبح الأمور مؤطرة وواضحة، وليست عائمة وضبابية. هناك عدد من برامج التوظيف تنفذ وفق خطة عاجلة قصيرة المدى وأخرى مستقبلية تستهدف شرائح محددة للعمل في مجالات محددة. الحاجة ماسة والكوادر الوظيفية متوفرة وموارد الدولة تسمح بتغطية تكاليفها المالية فلماذا تكون هناك مشكلة؟؟.. في الحقيقة لم تكن هناك مشكلة أكثر من عدم جدية الوزارات والمؤسسات الحكومية بمختلف تخصصاتها في القفز على هذا الواقع بفكر استراتيجي عملي يستند على الأسس العلمية والإدارية للتعامل مع القضايا البارزة ومنها البطالة التي أصبحت هاجسا مخيفا خلال السنوات الأخيرة.. كل جهة تفكر بمفردها دون تنسيق مع بقية الجهات لأنها لا تدرك أن مثل هذه القضية لا تحل إلا بالتكامل واعتبار حلها مشروعا وطنيا شاملا.. وهناك رؤى مختلفة تصل أحيانا حد التباين والتناقض بين جهات عدة مما يؤدي إلى الفشل كنتيجة حتمية.. عامل الوقت لا يحظى بالاحترام والالتزام به، إذ لا نسمع أكثر من: في المستقبل القريب أو خلال الفترة القادمة، ولا نعرف بالضبط متى يحين هذا المستقبل أو ما هو طول الفترة القادمة.. إن الأمر الملكي الأخير يشكل تحولا نوعيا مهما لو سارت مؤسسات الدولة على نهجه لأمكننا تجاوز كثير من المشاكل بنجاح. [email protected] للتواصل أرسل sms إلى 88548 الاتصالات ,636250 موبايلي, 737701 زين تبدأ بالرمز 259 مسافة ثم الرسالة