تحتفل بلادنا الحبيبة بكل ألوان طيفها بمناسبة مباركة محببة إلى نفوس أبنائها، تحمل في مدلولاتها الكثير من الدلالات والعبر الوطنية بمضامين ومفاهيم راسخة في اجمل وأنصع ذكرى تصادف العيد الوطني ال (81) لتوحيد المملكة على يد قائدها المغفور له - بإذن الله تعالى - الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود طيب الله ثراه. ويكفي المواطن فخراً واعتزازاً بما تحقق من انجازات عظيمة خلال الأعوام ال (80) الماضية، وهي كثيرة لاتحصى ولا تعد، ولقد كان لكل من أبناء الملك عبدالعزيز - يرحمه الله - الذين تعاقبوا على قيادة هذا الوطن الشامخ، بصمته الواضحة في التنمية والتطور والأمن والأمان وبناء هذا الكيان الكبير. وفي هذا العهد المزدهر الذي حرص فيه خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على رفاهية المواطن واستمرار التنمية المستدامة لتشمل كل حقل ومجال ومكان، فإن استشفاف أو محاولة حصر ما تم من انجازات وما سيتم لاحقاً، يصبح صعباً تناوله في هذا الحيز الذي لا يتسع، وعلى رأس تلك الانجازات التوسعات التي شهدها الحرم المكي بمكة المكرمة والحرم النبوي الشريف بالمدينة المنورة، وما تبع ذلك من تطوير مدروس وموفق شمل كل الاماكن المقدسة، وتأمين ذلك بتوسعة رقعة حمولات الكهرباء، وتوفير المياه من أجل راحة ضيوف الرحمن من حجيج ومعتمرين وزوار. ومن هذا المنطلق الطيب فقد بذلت المملكة منذ توحيدها وحتى هذه الاحتفالية الخاصة بالذكرى العزيزة، كل جهد في سبيل الاهتمام بالحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة، وقد تضاعف الجهد والبذل والعطاء في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله - يحفظه الله - بتضاعف أعداد الحجيج والمعتمرين والزوار، لذلك كان النصيب الاكبر من الاهتمام منصباً لصالح هذه الاماكن المقدسة في هذا العهد المزدهر الميمون، ولم تكن غيرته - يحفظه الله - على ديننا الحنيف متوقفة على التنمية الخدمية لهذه الاماكن بل امتدت إلى خارج الحدود، حيث دعا الى حوار الأديان ثم حوار المذاهب لإشاعة القيم الإنسانية، وقد جدد يحفظه الله - التأكيد على أهمية الحوار بين الأديان خلال افتتاحه جلسات المؤتمر الإسلامي العالمي للحوار الذي نظمته رابطة العالم الاسلامي سابقاً، مبيناً أن اهمية هذا الحوار تأتي لبيان سماحة الإسلام، قائلاً ما اعظم قدر هذه الأمة وما اصعب تحدياتها في زمن تداعى العداء من اهل الغلو والتطرف من ابنائها وغيرهم على عدل منهجها، تداعوا بعدوانية استهدفت سماحة الاسلام وعدله وغاياته السامية. وبعد أن أرسى المغفور له - بإذن الله تعالى - الملك المؤسس عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود القواعد الاساسية لسياسة المملكة العربية السعودية منطلقاً من ثوابت ومعطيات دينية وثقافية وجغرافية وتاريخية ومصالح وطنية وعربية وإسلامية، وبعد أن نهجت المملكة منذ تأسيسها سياسة الاعتدال والوسطية وتعزيز العلاقات الأخوية، فقد لعبت دوراً فاعلاً وناشطاً في كافة المحافل الدولية، وكان يقيناً عليها وفي عهد خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله ويرعاه - أن تنظر لداخلها ليكتمل ازدهارها ويستوي نموها معانقة هامات السحب مسابقة الزمن بدورها الريادي في تحويل صحاريها إلى واحات خضراء، و هجرها وقراها إلى منارات سامقة تحفل بالرفاهية والعزة والشموخ يحفها الأمن والأمان الذي نعيشه بفضل الله، ثم باهتمام وعناية حكومتنا الرشيدة وقائدها الأمين على مصلحة الوطن والمواطن والمقيم. وإننا إذ ننسى فلا ننسى قولته الصادقة الوفية - يحفظه الله ويرعاه - مخاطباً شعبه وأبناءه (أعاهد الله ثم اعاهدكم أن أتخذ القرآن دستوراً والإسلام منهجاً وأن يكون شغلي الشاغل إحقاق الحق وإرساء العدل وخدمة المواطنين كافة بلا تفرقة ثم اتوجه اليكم طالباً منكم ان تشدوا أزري وأن تعينوني على حمل الأمانة وأن لا تبخلوا عليّ بالنصح والدعاء). لقد ألهم الله عز وجل هذه البلاد الطاهرة بقائدها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود - يرحمه الله - الذي أرسى قواعد الدولة الاساسية، ثم بقائد ارتاحت له القلوب وأحبته النفوس متمثلًا في شخص الملك عبدالله بن عبدالعزيز - يحفظه الله - القائد الحريص على نهج الملك المؤسس الرامي الى استقرار ورفاهية وازدهار هذا الوطن الحبيب، سائلين الله ان يصبغ على خادم الحرمين الشريفين ثوب الصحة والعافية وأن يطيل في عمره وأن ينصره على اعدائه اينما كانوا. ويبقى اليوم الوطني للمملكة عز وشموخ، كما سيظل ذكرى عطرة تضمخ ترابه الطاهر العظيم.