بين جمال الإنسان وجمال اللغة مسافة يختصرها الشعراء في قصيدة تنبض وجدا وحبا، وقد ظلت العيون مصدر إلهام للشعراء وليس ذلك لما تتمتع به من جمال فحسب وإنما باعتبارها النافذة التي يعبر منها الإنسان إلى من يحب حتى يذوب فيه عشقا. هنا تنهض العيون بالدور نفسه فتلهم شاعرنا الكبير الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة قصيدة من عيون الشعر خص بها «عكاظ». عيناكِ نجمتانِ تومضانِِ تلمعانِ توقدانِ ظُلمةَ المساءْ عيناكِ تسكبانِ للهوى لحونَه وسحرَه فيثملُ اللقاءْ عيناكِ يا حبيبتي تعلّمانِ كيْفَ أنّنا نَطيرُ للسماءْ وذلك المكانُ هائمٌ يذوبُ رِقةً وذلكَ المساءُ يرقصُ انتشاءْ أتعرفينَ كمْ هو الغرامُ رائعٌ فلا حياءَ في الغرامِ أو رياءْ يذوبُ بعضُنا ببعضٍ أو نذوبُ آهةً بآهةٍ إلى فناءْ كأنّه برقُ التجلّي مسّنا فلمْ نَعدْ صِرنا لهُ دفْقَ الضياءْ وشهقتانِ في صدورنا تحشرجتْ وشهقتانِ للسماءِ طارتا ارتقاءْ ****************** وحين أومضَ الصباحُ نورَه كأنّه النذيرُ صاحَ في ارتياعْ نقولُ: هاجسُ المنى يضيعُ في بِحارِنا كَما تضيعُ دفّةُ الشراعْ أمُدّ للمنى يدي ... تَمُدّها نصافحُ السرابَ عانقَ الضياع تقولُ لي تلملمُ الأحلامَ عَنْ جفونِِها وصوتُها مَدى التياعْ أنلتقي؟ .. أم أَنْها نهايةُ الهوى وكانَ دربُنا إلى خِداعْ وشوقنا وكلُّ ما جرى هنا وضمّةُ الهوى وعهدُنا يضاعْ؟ أقول للأسى يطوفُ حولَنا ولحظةُ الفراق تُشعِلُ الصّراعْ نمضي ولا ندري إلى أين الهدى نعدو ولكناّ على درب الوداعْ