عندما تهم باستخراج جواز سفر أو تأشيرة خروج وعودة أو تجديد إقامة، فأنت على موعد لخوض امتحان صعب ليس في مسمى المادة ولا الأسئلة، بل في الإجابة عما سيدور في ذهنك في حال سقوط جزء من السقف أو أن تقع الصبة الخرسانية في الرأس. ليس في هذا الوصف أية مبالغة، بل هو واقع يعيشه مراجعو مبنى الجوازات في جازان المكون من دورين، والذي تجاوز عمره الافتراضي، مما يشكل أكبر الخطر على حياة الآخرين، وسط صمت من الدفاع المدني واللجان التي تراقب المباني الآيلة للسقوط في المنطقة، حيث يعتبر مبنى جوازات جازان أقدم مبنى حكومي قائم في المنطقة، وقد علته رغم أعمال الترميم والتعديلات لإحيائه الملوحة والرطوبة من الداخل والخارج، فيما أجمع عدد من المراجعين والمجاورين له في الحي أن المبنى يعاني من كثافة العروق الملحية وتجمعات المياه أثناء هطول الأمطار مما يزيد في ضعف أساساته. عدسة «عكاظ» رصدت هشاشة المبنى من الداخل والخارج، ومكاتبه الضيقة، وأثاثاته المهترئة وصالته المغطاة بال «هنجر»، فيما مكاتب الأرشفة واستقبال طلبات المراجعين وإصدار الإقامات والتأشيرات الخاصة بالوافدين ونقل المعلومات والإضافة جميعها تغص بالموظفين وسط جدران وأعمدة قد صدئت بفعل الملوحة والقدم. عدد من المراجعين عبروا عن تطلعاتهم لتغيير موقع المبنى الحالي والذي بات أقدم مبنى حكومي في جازان وهو ما يؤكده كل من المراجع محمد حكمي وهادي سعيد من أن المبنى متهالك وقد تجاوز عمره الافتراضي، معربين عن أملهما في مبنى حديث يضم موظفين لديهم لباقة في التعامل وسلاسة في إنجاز المعاملات. ومن جانبه، أشار عبده علي «مراجع» إلى ضيق مداخل ومخارج وأروقة المبنى فضلا عن المكاتب والصالة التي تم سقفها بالهنجر في حوش المبنى بشكل لا يليق بمبنى يستقبل أعدادا كبيرة من المراجعين بصفة يومية، فالكراسي المخصصة لصالة الانتظار سيئة التكييف، ضيقة، وقد وضعت بطريقة تعيق الحركة، إضافة لتخصيص غرفة خلفية لاستكمال الإجراءات المتعلقة بالوافدين وأخرى لمراجعة النساء، فيما أصبح حوش المبنى بيئة خصبة لتكاثر القوارض، كون الحوش استخدم في التخلص من أثاث المكاتب القديمة والمكيفات منتهية الصلاحية، فضلا عن وقوعه وسط حي محاط بالمباني القديمة والأزقة الضيقة، فيما الأسلاك والتمديدات الكهربائية تتدلى من فتحات أسقفه المستعارة، ما يجعل المبنى بحاجة للصيانة والتجديد، بل للتغيير الكلي بعد أن مضى عليه أكثر من 30 عاما. ومن جهته، أبدى بعض المراجعين تذمرهم من الواسطة والمحسوبية في تعامل الجوازات مع بعض المراجعين وأصحاب مكاتب الخدمات العامة، مشيرين لنفوذ بعض الموظفين في تسهيل إجراءات وإنجاز معاملات محسوبيهم، وتطبيق النظام، والتشدد في الإجراءات والتدقيق في المعاملات بحق البعض الآخر!. «عكاظ» وضعت كل الملاحظات التي أبداها المراجعون حول المبنى وتعامل بعض الموظفين مع الجمهور، على طاولة مدير جوازات منطقة جازان العميد فيصل بن حسين الدليم الذي أقر بداية أن أية إدارة لا تخلو من بعض السلبيات، مؤكدا أن نظام الحكومة الإلكترونية والربط الآلي قد قضى على العشوائية وقلص من الزحام وتحصيل الرسوم والغرامات والتي أصبحت تتم عن طريق الصراف والحاسب الآلي، فضلا عن العمل بنظام البصمة والصورة، وإصدار الإقامة والجواز طباعة، لافتا أنه لا مجال للمحسوبية مع الحكومة الإلكترونية، نافيا وجود أي زحام أو عرقلة في الإجراءات. وعن قدم المبنى الحالي، كشف مدير جوازات جازان عن مشروعين سينفذان في المنطقة، أحدهما مبنى عام لإدارة الجوازات، وآخر كبير لإدارة الوافدين فيما ستتضح الصورة أكثر خلال العامين القادمين.