عندما عفونا عن قاتل والدنا رحمه الله فإن ذلك كان لوجه الله ونحن لم نطلب عوضا ولم نتوقع شيئا كما ذكر في موضوع نشر سابقا، فالأب أو القريب الغالي كنوز لا يمكن أن تعوض، ولو كنا نبحث عن المال أو الدنيا لعرفنا طريقها وكيف نطلبها مستغلين قضيتنا وموقفنا وما عرض علينا من أموال طائلة، فأنا أنفي ما كتب عني من ناحية التعويض ولا نريد من عفونا إلا وجه الله. وأما إعلاننا العفو من مجلس ولي أمرنا حفظه الله وبين يديه فهو تقدير لوجاهته وشفاعته أطال الله في عمره، ونعد ذلك تشريفا لنا ولقبيلتنا وأقاربنا وأسأل الله أن يجعلها خالصة لوجهه. فالعفو عند المقدرة له جزاء عظيم عند الله في الدنيا والآخرة في يوم يحتاج فيه العبد للأجر والمثوبة. والمعلوم أن القتل فيه ثلاثة حقوق، أولها حق لأهل الدم وورثة القاتل فإما أن ينفذ فيه القصاص أو العفو أو الصفح أو الدية.