يهدد مصنع بلوك وخرسانة في منطقة نجران حياة 21 فردا من أسرة واحدة بالإعاقة السمعية، وتسبب في إصابة منزلهم بتشققات تنذر بانهياره على أسرتهم في أي وقت. ويأتي إنشاء هذا المصنع تأكيدا لتجاهل أمانة المنطقة تعليمات وزارة الشؤون البلدية والقروية التي تنص على أن أية مصانع يتطاير منها الغبار أو تصدر منها ملوثات بيئية تزعج السكان، يجب أن تكون بعيدة عن المناطق الحضارية السكنية ولا تكون في أراض سكنية أو زراعية، ومن أهم اشتراطات الوزارة للمصانع المبلغة لجميع أمانات المناطق، أن تكون المصانع بشكل عام بعيدة عن الأحياء السكنية بنحو 20 كيلو مترا تقريبا. ووقفت أمانة المنطقة عاجزة عن الرد أكثر من أسبوع على استفسارات «عكاظ» إثر شكوى تلقتها الصحيفة من مواطنين تضررا من وجود مصنع للبلك الآلي ملاصق لمنزلهما في حي دحضة وسط نجران، وطالبا بإزالة المصنع، إلا أن الأمانة فضلت الصمت رغم تكرار الاتصال من «عكاظ» على أمين المنطقة المهندس فارس بن مياح الشفق، وإدارة العلاقات العامة في الأمانة للحصول على رأيهم على هذه القضية. وأبلغ «عكاظ» المواطن خميس عمران آل سعد وشقيقه مانع عمران آل سعد في شكوى خطية تقدما بها للصحيفة، تظلمهما من مصنع بلوك وخرسانة لا يوجد فاصل بينه وبين منزلهما إلا جدار، وبينا أنهما طالبا بإزالته منذ عام 1427ه ولكن دون جدوى. وأكدا أن المصنع سبب لأفراد أسرتهما المكونة من 21 فردا، أغلبهم من صغار السن، أمراضا صحية وحرمانهم من النوم طيلة فترة النهار، حيث يبدأ العمل في المصنع من الصباح الباكر حتى مغيب الشمس من كل يوم، حيث أصبح أفراد الأسرة يعانون من الآلام في طبلة الأذن بسبب أصوات مكائن المصنع التي تصدر ضجيجا قويا لا تتحمله الأذن بشكل يومي ونخشى من الإعاقة السمعية. وقال الشقيقان «لم يقتصر الضرر على الإزعاج والأمراض بل امتد إلى حدوث تشققات داخل المنزل وأصبح آيلاً للسقوط، وما نخشاه أن يسقط ونصبح في العراء». وأكدا أنهما يطالبان منذ عام 1427ه برفع الضرر عن أسرتهما عبر شكوى على أمانة المنطقة مرات عديدة ولكن دون فائدة، ما دفعهما لتقديم شكاوى تظلم لإمارة المنطقة، وزارة الشؤون البلدية والقروية والأرصاد وحماية البيئة، وجميعها تحال الى أمانة المنطقة لمعالجة الوضع بحكم الاختصاص، ولكن تكتفي الأمانة بحفظ خطابات هذه الجهات دون رفع الضرر، وأشارا إلى أن آخر خطاب موجه من إمارة المنطقة للأمانة كان برقم 3950 بتاريخ 24/2/1431ه، حيث وقفت لجنة مشكلة من أمانة نجران وقررت الإزالة، ولكن مضى على هذا القرار أكثر من سنة ونصف دون تنفيذه. وقال خميس آل سعد «منعت العمل في المصنع خلال الأيام الماضية بعد تساقط قطع إسمنتية من منزلي على أطفالي، فألقي القبض علي وأودعت توقيف مركز شرطة أبالسعود وأخذ علي إقرار بعدم اعتراض عمال المصنع مستقبلا. وناشد الشقيقان آل سعد وزير الشؤون البلدية والقروية تشكيل لجنة من الوزارة لتأكد من صحة شكواهما وإنقاذهما من آثار المصنع وتطبيق تعليمات الوزارة على المصانع التي تمنع إقامتها داخل الأحياء السكنية. رافقت «عكاظ» الشقيقين إلى منزلهما والتقطت عددا من الصور، واتضح أنه تعرض لتشققات في جدرانه، وأن المصنع ملاصق له، وأن آلية زراعة البلوك تحدث أصواتا واهتزازا قويا جدا، بالإضافة إلى أصوات الشاحنات التي تدخل وتخرج من المصنع الواقع داخل حي دحضة وسط المنطقة المأهولة بالسكان والقريب من عدد من المدارس الحكومية. «عكاظ» بدورها أعدت خطابا رسميا برفقته شكوى المتضررين بتاريخ 22/6/1432ه موجها إلى أمين أمانة المنطقة المهندس فارس بن مياح الشفق للرد على الشكوى ومعرفة الإجراءات التي اتخذتها الأمانة للحفاظ على حقوق المواطنين وعدم الإضرار بهم، ولكن فضلت الأمانة الصمت رغم تكرار الاتصال من «عكاظ» على مكتب الأمين وإدارة العلاقات العامة منذ أكثر من أسبوع للحصول على رد وتعليق الأمانة ولكن دون جدوى.