لا حرج وراء الاعتراف بأن الإعلام بكافة وسائله ووسائطه لم يكن متفقا مع منطقة المدينةالمنورة، لا بقدر قدسية المكان، ولا بحجم تطلعات المجتمع فيها، ليكون ذلك عاملا بارزًا ضمن عوامل عدة دفعتنا إلى صناعة صحيفة متجددة، ومتغيرة شكلا ومضمونا، وبمنهجية واثقة ترتكز على «المصداقية ونقل الحقيقة»، وترتقي إلى مستوى معرفة القارئ فيها، وفق ما ينشده أهالي المدينة من الإعلام. ولن يكون الكشف عن ملامح التطوير والتجديد التي تشهدها الصحيفة بانطلاقة هذا العدد سرا بين المجتمع و«عكاظ»، إذ يتجه اهتمامنا في المدينة نحو مسارين اثنين؛ المدينة «مأرز الإيمان وعاصمة الهدى»، والمدينة «المجتمع»، حيث تخطو عنايتنا نحوها بروحانيتها وعبق تاريخها الذي يشمخ في المسجد النبوي إلى قباء ودرب السنة ومآثر النبوة وآثار عصرها، وما يدخره ويفيضه في ساحتها رجال الدين وطلاب العلم. أما المجتمع .. بكل مشاربه وعاداته وأنماط حياته، صار حقا علينا التوغل في أدق تفاصيله، في ملفاته، همومه واحتياجاته، طموحه وتطلعاته، قضاياه ومشكلاته، من المدينة إلى المحافظة وصولا إلى القرية والهجرة.. وأجل ما يدفعنا إلى هذا التعمق وبذل العطاء والروح هو المواطن؛ الذي منحنا ثقته، فصار ينتظرنا كل يوم، ويضعنا جنبا إلى قهوة صباحه. ومع الحياة بين المجتمع بكل توجهاته، وشتى أبعاده الفكرية والثقافية، وقوى حراكه الاقتصادي والرياضي، تتركز العناية في أعلام الحاضر وبناة المستقبل، وهم الشباب والفتيات، في ميولهم، هواياتهم، مواهبهم، رؤاهم، إنجازاتهم، نشاطهم، أحلامهم وآمالهم، وحتى في رحلاتهم وأمسياتهم، بجانب التفاؤل بالهواة منهم والراغبين بممارسة الإعلام بأدواته في التحرير والتصوير بإتاحة المجال لهم للتدريب في المكتب. وتبرز أولى هذه الخطوات باعتماد طبعة خاصة لمنطقة المدينةالمنورة ومحافظاتها، لفرض مساحة أوسع للتفاعل واستيعاب ما يتواكب مع رغبة المواطن فيها، ويجاري غايته، ويحقق دور الإعلام الذي ينشده المواطن في المنطقة، وجعل «عكاظ» نقطة يتلاقى فيها المجتمع بالمسؤول، من خلال زوايا وصفحات تطالعونها في الأعداد المقبلة.ومن نبض الحقيقة؛ عمدت «عكاظ» في هذه المرحلة على المواءمة بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، وخلق باحة تتبادل فيها أدوات الإعلام حديثه بأصيله، من ورق الجريدة إلى محتوى الموقع الإلكتروني، وإطلاق خدمات تفاعلية، والحضور في مواقع التواصل الاجتماعي. فالمواطن في المدينة هو من ينير لنا الدرب برؤاه وأفكاره، وثقته ب «عكاظ» في تناول أحلامه وحقوقه، حيث نشرع لكم أبواب مكتب جريدتكم في مقره بطريق الملك عبد الله بن عبدالعزيز (الطريق الدائري الثاني)، مقابل برج المياه، أو عبر الهاتف 048647077، والفاكس 048647177، والبريد الإلكتروني [email protected] مدير مكتب المدينة محمد طالب الأحمدي