دعا مشاركون في ندوة «التعليم الجامعي في عصر المعلوماتية» التي انطلقت فعالياتها البارحة الأولى في جامعة طيبة بالمدينة المنورة وتختتم اليوم، إلى دمج الاتصالات وتقنياتها مع المناهج التعليمية وإتقان العمل في بيئة وبنية تحتية مبنية على تكنولوجيا الاتصالات، وأن تقوم الجامعات بتحديث مناهجها أولا بأول وأن تنقل الطلاب من مجرد المعرفة إلى القدرة والتأهيل لمواكبة الأساليب التعليمية الحديثة التي تركز على ربط استخدام التقنية بوسائل التعلم. وخلال الجلسة الأولى التي رأسها مدير جامعة طيبة الدكتور منصور بن محمد النزهة بعنوان «التحديات المستقبلية للتعليم في البيئات الرقمية» تساءل مدير المركز الوطني للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد الدكتور عبدالله محمد المقرن عن الوجهة التي يسير نحوها التعليم لدينا، مؤكداً في حديثه خلال أولى جلسات الندوة على أن الجامعات معنية بالمساهمة في إثراء المعرفة لدى طلابها، باعتبار أن التعلم لا تحده أسوار الجامعة أو الوقت، معتبراً أن التقنية الحل الأمثل للكثير من مشكلات التعليم، وأن البيئة التعليمية تغيرت وأصبحت تتمحور حول المتعلم، من خلال اكتساب المعارف والتواصل وتقييم عملية التعلم وتناغمها مع عملية التقويم، وإشاعة ثقافة الأسئلة، وتمازج التخصصات، وممارسة الجميع لعمليات راقية من التعلم. وتحدث خلال الجلسة رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية الدكتور محمد بن إبراهيم السويل عن مستقبل التعليم الجامعي في عصر الاقتصاد المعرفي وتحدث عن موقع التعليم العالي كعامل أساسي للإنتاجية والتنافسية الاقتصادية، كما تطرق إلى أحدث النماذج من التعليم العالي وطبيعة عملها وفقاً للمتغيرات الحديثة مقارنة بالقرن الماضي وأبرز المهارات التي يتطلبها سوق العمل. وأكد الدكتور السويل على أهمية المعرفة ودورها الحيوي في الاقتصاد المعرفي باعتبارها محركاً اقتصادياً رئيساً، ما يتطلب تطبيق المعرفة وإنتاجها ونشرها بفعالية، مبيناً أن هناك محفزات للاقتصاد المعرفي تتمثل في الاهتمام بالبحث والتطبيق لأغراض التنمية المحلية، وأهمية الشراكة في مجالات البحث والتطوير بين الجامعات. ونادى رئيس مدينة الملك عبدالعزيز للعلوم والتقنية إلى ضرورة تحويل الأبحاث وبراءات الاختراع إلى منتجات تجارية، مشيراً إلى أن الابتكار يعني تحويل المعرفة والأفكار إلى خدمات ومنتجات جديدة، وأن الابتكار يأتي من المعرفة وكذلك استخدام المعرفة بطرق جديدة، وأن استخدامات الابتكار لا تقل أهمية عن الابتكار نفسه، مستشهداً بالعديد من الأمثلة في هذا المجال. وتناول مدير المركز الوطني للتعليم الإلكتروني والتعليم عن بعد الدكتور عبدالله محمد المقرن أهمية التعليم الإلكتروني وبداية استخدام هذا المصطلح، وتطرق خلال ورقة قدمها بعنوان «التحديات المستقبلية للتعليم الإلكتروني وأثره في إثراء تجربة التعلم والتعليم» إلى بعض الأرقام الخاصة ببعض المواقع الإلكترونية والمدونات ومواقع التواصل الاجتماعية، وعدد الرسائل النصية المرسلة والكتب المطبوعة بالإضافة إلى أرقام أخرى.