كشفت مكتبة الملك عبدالعزيز العامة بالرياض عن اقتنائها لما يزيد عن 7600 عملة معدنية نادرة تغطي كافة مراحل التاريخ الإسلامي، بدءا من العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الأول الهجري. ويؤكد مسؤولو قسم المسكوكات بالمكتبة أن قائمة مقتنيات المكتبة من العملات الذهبية والفضية والبرونزية والنحاسية تمثل كنزا معرفيا للباحثين والمختصين. وتضم قائمة مقتنيات المكتبة من العملات المعدنية النادرة مسكوكات تعود إلى الدولة الأموية والعباسية والطولونية والحمدانية والأخشيدية والفاطمية والمملوكية، بالإضافة إلى مجموعة قيمة من عملات دول المغرب العربي في عصور الأغالبة والأدارسة والمرابطين والموحدين، ومجموعات لدول المشرق الإسلامي تشمل النقود الصنعارية والسلجوقية والمغولية والصفوية والغزنوية. وتتميز مجموعة مكتبة الملك عبدالعزيز من العملات النادرة بعدد من القطع التي يندر وجود مثيل لها أبرزها الدينار العربي البيزنطي والمضروب في دمشق عام 75ه، والدينار الفاطمي والذي سك عام 415ه، إضافة إلى العملات النقدية المضروبة في مكةالمكرمة والمدينة المنورة واليمن وعمان. ويؤكد خبراء المسكوكات أن بعض مقتنيات المكتبة من العملات يمثلا دليلا على تفاعل الحضارة الإسلامية بدءا من القرنين الثاني والثالث الهجري مع الحضارات الأخرى، ولا سيما فيما يتعلق بالأنشطة التجارية، حيث يرجع أصول هذه العملات إلى مدن ودول غير إسلامية مثل الدولة البيزنطية والدولة الفارسية، وتمت إعادة سكها بما يتناسب مع هوية الدول الإسلامية قبل أن تبدأ سك عملات خاصة بالدول الإسلامية المتعاقبة.