لأن البداية في نادي النصر كانت مهزوزة ومرتبكة وهشة وفوضوية، فإن النهاية لن يكتب لها إلا أن تكون من هذا الطراز، إخفاق فوق إخفاق فوق إخفاق، رغم كل الوعود الحالمة التي تم تسويقها على جمهور النادي، ووحدها إدارة الأمير فيصل بن تركي من تتحمل المسؤولية الكاملة، فقد راحت منذ البداية ترتكب الأخطاء وتكررها بإصرار عجيب متجاهلة بعناد ومكابرة نصائح الغيورين من أبناء النادي الذين علقوا الجرس مبكرا، وتحدثوا بصراحة عن أوجه القصور والضعف في أداء إدارة النادي إن لجهة اختيار المدرب واللاعبين غير السعوديين، بل وحتى اختيار بعض العناصر المحلية، أو لجهة التعاطي مع مختلف شؤون البيت النصراوي. لقد كان جمهور النصر يعتقد لسنوات طويلة أن ما ينقص ناديه هو المال فقط، لكن إدارة الأمير فيصل بن تركي برهنت خلال هذا الموسم، وبعد أن توفر المال إن الفكر هو الذي كان غائبا عن النادي، فقد أهدرت هذه الإدارة عشرات الملايين حتى لم يبق في قعر خزينتها سوى سندات الديون، والسبب تعاقدات تمت بطريقة ارتجالية، ولا يكفي أن تعترف الآن بأخطائها، فالمطلوب أن تعمل على عدم تكرارها. ولضيق المساحة فلن أتحدث عن ضعف أداء إدارة الكرة وأخطائها الفادحة والمتكررة في إدارة شؤون الفريق، ولا عن الطريقة غير اللائقة التي تعاطت بها إدارة النادي مع بعض أعضاء الشرف الداعمين مما دفع بعضهم إلى الابتعاد عن النادي، ولن أتحدث عن (التخبيص) في اختيار المدربين الثلاثة الذين تناوبوا على قيادة الفريق في هذا الموسم والذي يكشف بشكل صارخ سوء عمل الإدارة، كما لن أتحدث عن سوء الأداء الإعلامي للإدارة واعتمادها على الانفعال والدعاية الشخصية بتوظيفها لمجموعة من الأبواق التي مارست التطبيل ولعبت دور حملة المباخر ل(كحيلان) وقدمت صورة مزيفة لواقع النصر فضللت الإدارة والجمهور معا. لكن ورغم كل ذلك لست مع من يطالب برحيل إدارة الأمير فيصل بن تركي، ولست مع من يخوض حرب تصفية حسابات داخل الكيان النصراوي لمصلحة شخصيات جربها النصر من قبل ولم يجد منها سوى الخيبة والفشل، بل مع أعطاء هذه الإدارة فرصة أخيرة من خلال الموسم المقبل، فإما أن تصحح أخطاءها التي باتت معروفة للقاصي والداني وهي أول العارفين بها، وتعمل بشكل احترافي كما يحدث في النادي الجار، وتتوج الموسم القادم على الأقل بإحدى بطولاته وإلا فلترحل وتفسح المجال لغيرها دون أن تنتظر إكمال فترتها القانونية، فجمهور النصر لم يعد يحتمل المزيد من العبث بأحلامه وتطلعاته المشروعة في أن يشاهد ناديه في المكان اللائق به وبتاريخه وإنجازاته. بوصلة: أجل، يمكن لنادي النصر أن يحقق إنجازا الموسم المقبل، إن هو أحال لحظة الحزن والتشظي التي يعيشها النصراويون الآن إلى لحظة الوعي. [email protected]