أكدت وزيرة الإعلام الباكستانية فردوس عاشق أن إسلام آباد لن تسلم أسرة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن لواشنطن، موضحة أنه فور استكمال التحقيقات معهم ستتم إعاداتهم إلى بلدانهم. وأفادت وزيرة الإعلام الباكستانية خلال لقائها مع رئيس التحرير بمكتبه في جدة أن عائلة بن لادن هم ضيوف على الباكستان، مؤكدة أنهم يخضعون حاليا للتحقيق من قبل السلطات الأمنية الباكستانية لمعرفة تفاصيل عن تنظيم القاعدة وخلفيات تواجدهم في باكستان. وأشارت إلى أن إسلام آباد ستزود واشنطن بجزء من التحقيقات لكنها ستحتفظ بكامل المعلومات لديها. وأكدت أن باكستان حريصة على متابعة التحقيقات الجارية في مقتل الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني وتقديم المجرمين للعدالة في أسرع وقت ممكن. وقالت إن السلطات الأمنية الباكستانية اعتقلت عددا من المتهمين في الحادثة وتجري معهم تحقيقات لمعرفة الجهات التي تقف وراء الحادثة، مشيرة إلى أن هذه الحادثة لن تؤثر على العلاقات المتميزة والأزلية التي تربط الباكستان مع المملكة. ورجحت وجود أياد خارجية في حادثة مقتل الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني. وقالت إن إسلام آباد استنكرت بشدة مقتل القحطاني ووصفته بأنه عمل إرهابي شنيع، موضحة أن الحكومة الباكستانية رصدت 5 ملايين روبية (220 ألف ريال سعودي) لمن يدلي بمعلومات حول القاتل. ولم تستبعد أن تكون هناك يد خارجية متورطة في هذه الجريمة بيد أنها لم تعطى تفاصيل. وأوضحت أن حادثة مقتل الدبلوماسي السعودي حسن القحطاني، هدفها تشويش وزعزعة العلاقة بين السعودية وباكستان وهذا لم ولن يؤثر عليها إطلاقا، نظرا إلى متانة العلاقة بين البلدين حكومة وشعبا. وقالت وزيرة الإعلام الباكستانية إن السلطات الأمنية قبضت على أحد المشتبه بهم في حادثة مقتل القحطاني في كراتشي ويدعى منتصر الإمام يعتقد أن له صلة بالحادثة، ولكننا لا نستطيع في الوقت الحالي تحديد من هم المسؤولون عن هذا الاعتداء الإرهابي. وأضافت أن أعداء باكستان يحاولون ضرب هذه العلاقات، مؤكدة أن هناك حرصا من البلدين على تفويت الفرصة والمضي في الشراكة ما بين الرياض وإسلام آباد إزاء مكافحة الإرهاب والتطرف، وأشارت إلى الأهمية القصوى التي تعطيها إسلام آباد للتشاور والتنسيق ما بين البلدين حيال التطورات التي تشهدها المنطقة والعالم. وأوضحت أن هناك تعاونا كبيرا بين البلدين حول مكافحة الإرهاب والعمل على تعزيز ثقافة التسامح والوسطية وتحسين صورة الإسلام. وقالت إن زيارتها للمملكة جاءت تلبية لدعوة موجهة لها من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز للتعرف على ما وصلت إليه المملكة من تنمية وتطور في جميع المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وكشفت عن زيارة محتملة للرئيس الباكستاني آصف زرداري إلى المملكة قريبا، بيد أنها قالت إن موعد الزيارة سيحدد عبر القنوات الرسمية، مؤكدة أن زيارتها للمملكة كانت فرصة مهمة للاطلاع عن قرب على ما حققته المرأة السعودية في مجال التنمية، كما أنها كانت فرصة للنقاش مع وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز خوجة لتداول السبل الكفيلة بتعزيز التعاون في المجالات الإعلامية بين البلدين وذلك لأهمية الدور الإعلامي في إبراز حقيقة الدين الإسلامي الذي يدعو للتسامح والوسطية ويرفض الإرهاب والتطرف. ونوهت بالدعم اللامحدود الذي قدمته وما تزال تقدمه المملكة للشعب الباكستاني مستذكرة الدعم المادي السخي الذي اعتبر الأكبر من نوعه عندما تعرضت الباكستان للفيضانات، مؤكدة أن الملك عبدالله يحظى بالاحترام والتقدير في الأوساط الشعبية والرسمية الباكستانية لدوره الريادي في دعم الشعب وقضايا الأمة الإسلامية. وأضافت أن الملك عبدالله شخصية سياسية محنكة ويحمل هموم الأمة ولديه رغبة صادقة في تعزيز التضامن ولم الشمل ووحدة الصف الإسلامي. وبينت الوزيرة أن إلصاق الإرهاب بالإسلام أمر مرفوض، مؤكدة على وسطية الإسلام وتسامحه، وزادت أن تصرفات بعض الأفراد الذين يعملون لمصالح أشخاص وجماعات متطرفة وإرهابية هي الذي أساءت إلى سمعة الإسلام بالإضافة إلى المنظمات الإرهابية التي أرسلت رسالة خاطئة حول الإسلام، مؤكدة على ضرورة العمل على تحسين صورة الإعلام سواء في الإعلام الإسلامي أو الغربي، بيد أنها قالت إن هذا يتطلب جهودا جماعية مضنية وليست فردية من دولة واحدة. وتحدثت الوزيرة عن أهمية التنسيق بين وزراء الإعلام في الدول الإسلامية لتصحيح صورة الإسلام ووضع ميثاق للإعلام الإسلامي في الاجتماع المرتقب لوزراء الإعلام في الدول الإسلامية لوضع تصور لكيفية تعامل الإعلام الإسلامي مع الحملات المغرضة التي يشنها اللوبي اليهودي ضد الإسلام. وحول الوضع السياسي في باكستان قالت: هناك صعوبات نواجهها خاصة خطر الإرهاب الذي تواجهه الحكومة بحزم ولن تسمح للإهاربيين بهز هيبة الدولة. وأضافت أن إسلام آباد ستضرب بيد من حديد وستعمل على اجتثاث جميع المنظمات الإرهابية من باكستان.