حذر إمام وخطيب المسجد الحرام الشيخ عبد الرحمن السديس في خطبته للجمعة في المسجد الحرام أمس، من تنامي الفتن الطائفية في أوساط الأمة الإسلامية في عصر يشهد تغيرات مختلفة وتقلبات في مختلف الثقافات وعلى كافة الأصعدة. وأوضح السديس أن الوهن الذي أصاب الأمة والضعف الذي حل عليها كالغمة حتى انقلبت الموازين واختلفت المقاييس وانتكست الرايات واحلولكت الظلمات وعلت الفتن كأمواج البحار الهادرة، وصار أفراد الأمة كضرائر الحسناء وفشت فيهم معضلات الأدواء فعلا صوت الغوغاء فوق الحكماء لا مخرج منه إلا بالتمسك بالكتاب والسنة. وقال معقبا: «إن امتطاء صهوة الأهواء، والافتتان بالآراء، والبعد عن كتاب الله وسنة نبيه (عليه الصلاة والسلام)، لهو الضلال والخسران والخزي والحرمان، حيث الفتن المشتدة والمحن المتلاحقة الممتدة «ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم». وطالب بضرورة الرجوع إلى العلماء المعتبرين والراسخين في العلم والأخذ عنهم، ومحذرا من الوقوع في الخلافات والفتن والبعد عنها، مؤكدا أن المسلمين تربطهم أخوة الدين، ويجب أن يكون مرجعهم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم. من جانبه، تحدث إمام وخطيب المسجد النبوي الدكتور علي بن عبدالرحمن الحذيفي في خطبته الجمعة من مسجد المصطفى (صلى الله عليه وسلم) عن موضوع «الظلم»، موضحا أنه يضر الفرد، ويخرب البيوت العامرة، ويهلك الأمم والحرث والنسل «وتلك القرى أهلكناهم لما ظلموا وجعلنا لمهلكم موعدا»، مبينا أن الله تعالى أجار الأمة من الهلاك العام وابتلاهم بهلاك دونه بسبب ذنوبه «واتقوا فتنة لا تصيبن الذين ظلموا منكم خاصة»، مشيرا إلى أنه من الذنوب العظام والكبائر الجسام، يدمر صاحبه ويفسد عليه أمره ويغير عليه أحواله، فتزول به النعم وتنزل به النقم، ويدركه شحه وعقوباته في الدنيا والآخرة. وقال: لمضار الظلم وعظيم خطره وتنوع مفاسده وشره، حرمه الله بين عباده وحرمه على نفسه، فقال في الحديث القدسي «يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي، وجعلته محرما بينكم فلا تظالموا». وحول أنواع الظلم، أوضح أن له ثلاثة أنواع، ظلم لا يغفره الله إلا بالتوبة وهو الشرك بالله تعالى «إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء»، الثاني: الذنوب والمعاصي وهي بين العبد وربه فإن شاء عفا عنها بمنه وكرمه أو كفرها بالمصائب أو العقوبات في الدنيا، أو بعذاب القبر، أو تجاوز عنها الرب بشفاعة النبي أو شفاعة الشافعين، أو يعذب الله العبد بقدرها في النار ثم يدخله الجنة، والثالث: مظالم تقع على العباد بين بعضهم البعض، وهذه لا يغفرها الله بل على الظالم أداء الحق للمظلوم «من كانت عنده مظلمة لأخيه؛ من عرضه أو من شيء، فليتحلله من اليوم قبل أن لا يكون دينار ولا درهم، إن كان له عمل صالح أخذ منه بقدر مظلمته، وإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات صاحبه فحمل عليه».