شدا بها الفنان الراحل طلال -رحمه الله- «ما أطولك ليل.. ليل البعاد والانتظار»، رددها المسن بخيت الجهني، ويعني بها بطء الأمانة في معالجة طفح مياه المجاري، تجاوز السبعين من عمره، وناب عن 80 شخصا من الأهالي لدى مطالبهم من الأمانة. عاد المسن يشرح طول أمد مطالبهم لدى الأمانة بشفط مياه المجاري التي شكلت مجرى لها يشبه النهر الجاري، فصل ما بين (حارة العسارية والجهنان) في حي قويزة. يقول «منذ أن حلت كارثة الأربعاء الأسود الشهيرة قبل عامين تقريبا، توقف هطول الأمطار وجفت المياه وابتلعت الأرض ماءها، لكن طفح مياه المجاري المختلطة بالمياه الجوفية لم يتوقف». ويضيف «أصبحت رائحة الحي كاملا ما يشبه برك مياه الصرف الصحي، الأهالي يجتهدون، يشفطون مياه المجاري بشكل شبه يومي، رغم حالتهم المادية الصعبة، وباسم 80 شخصا من الأهالي رشحوني للمطالبة بحقوقهم لدى الأمانة، أبلغت قسم العمليات في الأمانة بالمشكلة، وراجعت المسؤولين شخصيا ولكن شيئا على أرض الواقع لم يتغير». وأشار إلى يأسه من مطالبة الأمانة بمعالجة المشكلة، وعاد إلى منتخبيه بخفي حنين، مطالبا إياهم بالتعايش مع الوضع الذي بدأت بوادره تظهر على السكان شيئا فشيئا. أحمد عسيري -من سكان الحي ويعمل على ميكروباص- قال «أصبحت أتجنب المرور مع هذا الشارع من خلال دهاليز وأزقة الحي الجانبية، على الرغم من أن هذا الشارع حيوي ويتوسط الحي ويقسمه إلى قسمين رئيسين، كما يضم المحال التجارية الصغيرة التي يعتمد عليها الأهالي في معيشتهم اليومية، ولكن مع هذا الوضع البيئي السيئ، أصبح الناس يتجنبون هذا الشارع في ذهابهم وإيابهم». سليمان الجهني يقول «أنا تزوجت ورحلت عن الحي إلى شمالي المدينة، لكني على تواصل يومي بأسرتي ووالدي ووالدتي، وأصبحت مياه المجاري الطافحة تشكل مشكلة حقيقة، فبخلاف تسببها في اهتراء طبقة الأسفلت وتآكلها، وتدمير ذلك لسيارتنا، فإن الحي أصبح موبوءا بكل ما تعني الكلمة، مياه صرف صحي جارية بشكل دائم كيف تتخيل الوضع الحي معها».