كان يوم الأحد الماضي موعد افتتاح المدينة الجامعية لجامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، يوما غير عادي لجميع منسوبات جامعة الأميرة نورة، إداريات وهيئة تدريس وموظفات وطالبات، فقد حلقن خلال ذلك اليوم على جناح من الفرح والأمل والتفاؤل، طرن به من أرض الواقع إلى عالم كأنه الخيال، فما رأينه يصعب تصديقه!! أي قفزة عالية مفاجئة حققتها جامعة الأميرة نورة في ما يشبه غمضة عين!! حين تتجول بين المباني الجميلة الفسيحة في المدينةالجديدة وترى ما احتوته من مرافق متعددة، مثل الملاعب الرياضية والمكتبة الضخمة والمسرح الكبير والمستشفى الجامعي ومساكن هيئة التدريس والطالبات إضافة إلى المسجد ذي الطراز الإسلامي البديع، حين ترى كل ذلك لا تملك سوى أن تنبهر للجمال المعماري من جهة، وللإمكانات الضخمة التي توفرها هذه الجامعة لمنسوباتها. حين خطوت داخل الحرم الجامعي الجديد لجامعة الأميرة نورة، لا أدري لم تذكرت المدرسة النظامية التي أنشأها الوزير السلجوقي نظام الملك في بغداد في منتصف القرن الخامس الهجري، فحسب ما تحتفظ به كتب التاريخ من وصف لتلك المدرسة، كانت تحفة معمارية في عصرها، كما زودت بمرافق ضخمة فكان فيها مرصد فلكي ومكتبة ومستشفى تدريبي ومساكن لهيئة التدريس والدارسين. كانت المدرسة معدة لتكون منارة علمية تضيء العالم الإسلامي كله وتتيح له أن ينهل مما فيها من إمكانات أكاديمية وعلمية هائلة، وصارت قبلة طالبي العلم في القرن الخامس الهجري يفدون إليها من كل مكان في الدولة الإسلامية. فكان إنشاؤها يعد أول خطوة فعلية نحو تنظيم التعليم ووضعه تحت إشراف الدولة والإنفاق عليه من خزانتها، وانتهى الأمر بالمدرسة أنها احتلت مكانة عظيمة في تاريخ المعرفة الإسلامية. ما الذي جعلني أتذكر المدرسة النظامية وأنا أخطو في جنبات جامعة الأميرة نورة؟ أهو المظهر المادي المتميز في كل منهما؟ أم الأثر المعرفي الكبير الذي أحدثته المدرسة النظامية في بغداد في تاريخ المسلمين المعرفي والذي يبدو أن جامعة الأميرة نورة متجهة في سيرها نحو بلوغ مثله؟ ما رأيته من إمكانات مادية يفتح الشهية للعمل الجاد والانكباب على تطوير مخرجات متقدمة أكاديميا وعلميا ومهنيا ترتقي إلى مستوى تلك الإمكانات. وهو ما يضع الآن مسؤولية عظمى على إدارة الجامعة ومنسوباتها في توجيه دفة العمل نحو الرقي العلمي والمهني لهذه الجامعة الرائدة، فمثلا مكتبة بهذه الضخامة تسع خمسة ملايين كتاب، لن تكون لها قيمة فعلية إلا بنوع ما يملؤها من مصادر المعرفة، فالسعة وحدها لا تكفي قدر ما هو نوع المعرفة التي ستحتويها تلك المكتبة، وكذلك الملاعب الرياضية الجميلة والحديثة، كيف سيستفاد منها وإلى أي حد ستفعل؟ وماذا عن كليتي التمريض والطب والمستشفى الملحق بها؟ كيف ستدار وتهيأ للاستفادة منها على أفضل وجه؟ إن ذلك كله يمثل مسؤولية ضخمة أمام الجامعة، فبعد توفير كل هذه الإمكانات المادية الرائعة لم تعد هناك حجة للتراخي، وصارت العيون كلها متجهة إلى جامعة نورة تترقب نتاجها وتتطلع إلى مخرجاتها لتحقق آمال الوطن في أن يكون لبناته إسهام جوهري في بناء مستقبلة المشرق. فاكس 4555382-01 للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 160 مسافة ثم الرسالة