كل مواطن يرى مدينته من خلال «بلدياته» التي تحول مسمى البعض منها إلى «أمانة» فأصبح الحمل أثقل، وأخطر وفقا لما تضمنته سورة «الأحزاب» في قول الحق سبحانه وتعالى: (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها، وحملها الإنسان إنه كان ظلوما جهولا). كل مواطن يرى مدينته من خلال «بلدياته» بما تحققه له من إنجازات تخدم المصلحة العامة، أو تنفذه من مشروعات البنية الأساسية، والمرافق الخدمية والترفيهية التي يستدل بها على مدى تطور المدينة ومقدار ما بلغته من رقي.. هذا هو ما وقر في نفسي، وربما شاركني الجميع في ذلك، لكن خطيب مسجد الحي الأستاذ حسن شاهين لفت أنظار حاضري صلاة الجمعة الأسبوع الماضي بقوله: إن مسؤوليات «الأمانة» مهمة ومتعددة لا حصر لها. فالبلدية، أو الأمانة لا تنحصر مهامها في سفلتة الشوارع أو إقامة الكباري والأنفاق، أو إعطاء تصاريح البناء أو إيقافه لمخالفته النظام أو التعليمات. وإنما هي مسؤولة أيضا وفي المقام الأول عن إقامة الحدائق العامة، ومناشط الترفيه للشباب من مسابح، وملاعب ومنتديات ليجد فيها المواطنون، شيوخا وشبابا ونساء وأطفالا منتجعا فسيحا يلجأون إليه لقضاء ساعات من الليل أو النهار للترويح عن النفس، فقد جاء في الأثر: «روحوا عن القلوب ساعة بعد ساعة فإن القلوب إذا كلت عميت». وليس هذا فحسب بل إن مما هو من مسؤوليات الأمانة تشجيع المستثمرين لإقامة ما أمكن من المشاريع الترفيهية، والمنتزهات، والنوادي التي تشتمل على الملاعب الخاصة بالرياضة والسباحة، وإن أمكن تخصيص جانب في كل منتدى للقراءة، يتم توفير ما تيسر لها من الكتب والمؤلفات التي تصدرها النوادي الأدبية، أو ما يتبرع به من لديه منها ما لا مكان لها عنده بعدما قرأه. ثم يضيف الشيخ حسن شاهين قائلا: إن الإجازة على الأبواب وليس في إمكان العامة من الناس تحمل مصاريف السفر الذي أصبح مكلفا، ولا حتى ارتياد الشاليهات على البحر وقد تغالى أصحابها في الأسعار، كما وأن في إقامة هذه المنتديات والمسابح، والحدائق العامة ما يوفر الحماية لأبنائنا وبناتنا من الوقوع في الخطايا، أو التورط بإدمان المخدرات داخل الغرف المغلقة. هذا هو ملخص ما تحدث به إمام المسجد، والواقع أنني وجدت في حديثه ما لم يكن يخطر على بالي مما هو من مسؤوليات الأمانة، وهو ما شد قلمي إن صح هذا التعبير اليوم لطرحه من أجل تعميم هذا المفهوم الجيد لمهام «الأمانة» ومسؤولياتها من ناحية، ومطالبة أصحاب المعالي أمناء المدن بالعمل على توفير ما أمكن من النوادي، والمسابح، والحدائق، وإن أمكن إلى جانب ذلك تشجيع القادرين من سكان الحي إقامة مكتبة بالحي، بل ليت كل «أمانة» أو «بلدية» تفرض على أصحاب المخططات تخصيص موقع للمكتبة بجوار كل مسجد تصرح ببنائه . ترى هل يمكن أن يتحقق شيء من هذا الذي ينقذ شبابنا وفتياتنا من الضياع ويوفر للعامة منتجعات يتفسحون بها بدلا من اضطرارهم للاحتباس في الشقق لعدم قدرتهم على السفر أو استئجار الشاليهات التي باتت أجورها نادرة مثلما أن أسعار كل ما في المطاعم من أكل وشرب نار على نار!! فاكس: 6671094 [email protected] للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 158 مسافة ثم الرسالة