لم يمض يوم واحد على ما ورد في هذه الزاوية عن مدرسة قيادة السيارات المتربعة بشارع التخصصي والتابعة لأحد الأسماء الكبيرة لشركات النقل، حتى تلقيت اتصالات كريمة من مسؤولين قياديين همهم الأول أمن الناس في الشارع العام. والحفاظ على سلامتهم بتطبيق النظام المروري الآمن الداعي إلى حقن الدماء، ومنع تكرار الحوادث المفجعة. وحين كنت أنصت إلى المبادرة الهاتفية من العميد عبدالرحمن المقبل مدير عام المرور بمنطقة الرياض للتعليق على ما نشر.. رغم مشاغله العديدة الإدارية والفنية، مر بخاطري شريط الواقع المروري.. للعاصمة الرياض وقد أصبحت عاصمة ممتدة الأطراف، شاسعة الأبعاد، تشهد شبكة متداخلة من الطرق والامتدادات وفي الساعة الواحدة فيها على طريق واحد مثل طريق الملك فهد، تكتظ السيارات وتتزاحم وزمان كنا نقول «وقت الذروة» الآن أصبحت كل الأوقات ذروة، فعدد السيارات أكثر من عدد السكان!! خاصة أن معظم الناس يعتمدون اعتمادا كليا على النقل الخاص وسياراتهم الخاصة في غياب وجود وسائل النقل العام!! واقع كهذا مشحون ومتعدد الاتجاهات وكثير الازدحام.. لا وجود فيه لنقل عام وتروح فيه السيارات وتجيء جميع الأوقات وأينما التفت على الطريق.. كيف يمكن ضبطه ورفع درجات الأمان فيه، وصيانة المسارات عليه.. كيف يمكن تحقيق كل ذلك ما لم تكن مدارس قيادة المركبات على أكفأ مستوى وفي أحسن حال وبجاهزية عالية قادرة على القيام بمهامها الضرورية في التدريب والتعليم والتأهيل في حين أن واقعها الحالي.. كأنها مجرد أحواش مخططة!! لا أجهزة تعليمية تستخدم وسائل التقنية الحديثة في التعليم!، ولا مدربين أكفاء! ولا خطط تدريبية عالية المستوى قائمة على أسس وقواعد تنظيمية، يعني أمورها تجري بالبركة! فكيف بعد هذا يخرج منها السائق!!؟ إن المدرسة الضعيفة خريجها ضعيف! ولا يمكن أن تطلب الزين في الشين، والجود من الموجود! منها يخرج السائق يشق طريقه بين البقية من السائقين ومعظمهم غير مدربين ولا متعلمين ولا ممارسين جيدين، كل ما يعرفونه (الدركسون) و(دواسة البنزين) وحط رجلك وامش! من هنا تأتي الحوادث القاتلة وليس سببها فقط الأنظمة المرورية أو السرعة أو غياب رجل المرور!! سببها الرئيسي مدرسة القيادة العاجزة عن التدريب والتعليم والتأهيل، سببها الجهل المركب بأصول القيادة وبقوانين الثقافة المرورية!! كل ذلك مر بخاطري والمدير العام للمرور يحدثني على الهاتف.. عن عزم المسؤولين على تغيير أوضاع هذه المدارس وتحسينها ورفع مستواها خاصة إذا قلت إنها حتى في ترجمة اللغات عجزت تنجح!! فترى كلمة (تفحيط) مثلا مكتوبة بالإنجليزي نفس الكلمة بحروف إنجليزية (Tafheed) يعني ترجموها للإنجليزية!! لقد تحدث سعادة العميد عبدالرحمن بصراحة ووضوح وأجمل ما في حديثه شجاعته الأدبية فلم يقل الكلام غير صحيح بل قال أعترف أنه صحيح ونحن غير راضين وسوف يتم تحسين الأوضاع وقد بدأنا الدراسات اللازمة منذ أشهر وسترى النور قريبا بإذن الله، كذلك كان العقيد هادي السبيعي مدير عام مدارس القيادة بنفس الوضوح والإصرار على معالجة أوضاع هذه المدارس بما يحفظ للبلاد والعباد سلامتهم والسمعة السعودية اللائقة بما وصلت إليه بلادنا في مكانتها العربية والدولية.. أشكر سعادة العميد والعقيد على حسن المبادرة ونبل التجاوب وتمنياتي بمرور أفضل في غد أفضل. للتواصل أرسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو636250 موبايلي أو 737701 زين تبدأ بالرمز 152 مسافة ثم الرسالة