كثيرون هم الذين يغيرون أجنداتهم بحسب ما يحققه التغيير من مكاسب شخصية بعيدا عن تلك الشعارات الواهية التي توهمك أن التغيير جاء وفق ما تريده الجماعة وما تراه محققا لها من مصالح غابت بغياب المخلص لأجلها. في السياسة هؤلاء أذكياء لأن تعاملهم مع الخارج وهم بذلك يحققون مكاسب فعلية تبقي أوطانهم في مأمن أو أقلها تحافظ على مكانتها بين الدول الأكثر اقتناصا للفرص واستعدادا للتطور وفق ما يتناسب وطبيعتها وليس لأجل التبعية والتقليد فحسب. وإذا كان التلون محمودا في السياسة فهو ذميم عندما يرتديه أشخاص في مجتمعاتهم عازفين على وتر التضحية والعمل بإخلاص لأجل تحسين الوضع القائم بعد أن تتهيأ لهم الفرصة من خلال مناصب معينة تلعب الجماعة نفسها القوة الحقيقية في عملية كسبه أو خسارته. قد يقول البعض إنها لعبة متعارف عليها والجمهور لا يرشح إلا من سبق بوعوده منافسيه وتجاوز المعقول في سرد قدراته الخارقة في قلب التراب ذهبا، ربما في ذلك شيء من الصحة لكن المواطن العربي على وجه العموم تشبع حد التخمة من تلك الوعود بل اكتشف زيفها وثار على أربابها معريا تلك الصور لتظهر حقيقتها صادمة ومؤلمة وما يزيدك تعجبا غير القدرات التعجيزية التي يدعيها أولئك المرشحون هو الانقلاب في النظرة فبعد أن كان قبل فترة وجيزة يمطر المتلقي إحباطا وتشاؤما وأن الأوضاع إلى انحدار والخدمات جميعها إلى الأسوأ والفساد مستشر ولن تقوم لك قائمة، يلتف حولك مطرزا الوجود بألوان الطيف وأن الوجود بحضرته سيكون جميلا، فالشوارع ستكون براقة والحدائق غناءة وأسراب الذباب والناموس ستهاجر بعد مقدمه البهي . وكل هذا الزيف لن يصدقه إلا من يفهم أن الترشيح أو الانتخاب يرتكز على الفزعة والقبيلة والتكتلات ويعمل بمبدأ الانتصار على المنافس الذي يظهر له في صورة العدو أما المواطن الواعي فهو يعي جيدا الأحق بمنحه الثقة هو ذلك الذي يسبق مديحه لنفسه برؤيه واقعية لا تضخم قدراته ولا تلغي تلك الصعوبات التي ستواجهه وتتطلب جهود آخرين معه لأن الشخص بمفرده في مثل هذه الأماكن يستحيل أن يحقق شيئا في معزل عن بقية الأعضاء حتى وإن حصل فالعمل لا ينسب إلا للكل والتعاون والانسجام لابد أن يكون سيد الموقف. وجميل أن ندعم الفكرة مبتعدين عن الشحن العاطفي لأجل الأسماء أو الأشخاص فنحن بذلك نكون قد أدركنا الأهمية والفرصة التي تتيحها لنا فكرة الانتخاب وهي القدرة على تحقيق التوازن بين العقل والعاطفة بحيث نثبت لأنفسنا ولغيرنا أننا تجاوزنا تأثيرات الخطب العصماء والقصائد الرنانة والتي لايزال البعض يراها من تسير رغباتنا وتحدد اختياراتنا.. الطريف أن معمعة الانتخابات أصبحت مواسم يستغلها البعض بهدف الظهور حتى وهو بعيد عن دائرة المرشحين لكنه يدعم أحدهم ويظهر للعامة بمظهر المخلص والوفي والذي يملأ الساحة نقاشا وتحليلات كلها تصب في إنائه، أما غيره فقد سئموا التدليس ولبس أردية أبدا ليست لأصحابها. للتواصل ارسل رسالة نصية sms إلى 88548 الاتصالات أو 636250 موبايلي أو الرقم 737701 زين تبدأ بالرمز 270 مسافة ثم الرسالة